Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Editorial
دار الفكر العربي
Ubicación del editor
القاهرة
حتماً إلى أن نقول إنه لم يدخل المسجد قبل ذلك. أو لم يدخله إلا نادراً؛ وذلك غير معقول بالنسبة لرجل ذي جاه بلغ السادسة والعشرين.
وإن الخبر في ذاته محمل دليل بطلان أن يكون ابن حزم في هذه السن، وذلك لأنه ذكر أن مربيه وأستاذه قد صحبه، وأشار إليه بذلك، ومن كان في السادسة والعشرين وبلغ مرتبة الوزارة لا يذكر الناس من يشير إليه على أنه مربيه.
وإن المعقول أو القريب من المعقول أن يكون ذلك وهو في السادسة عشرة من عمره؛ وأن يكون في الكلام تصحيف من النسّاخ وقد كتبوا بدل العشر عشرين:
٣٤ - ولكن قد يقول قائل إن ذلك كلام مستقيم بالنسبة لهذا الخبر، ولكن كيف يمكن التخلص من الخبر الآخر الذي يقول: "قال أبو محمد ابن العربي: على الإمام أقام في الوزارة من وقت بلوغه إلى انتهاء سنه ستاً وعشرين سنة، وقال إنني بلغت إلى هذه السن، وأنا لا أدري كيف أجبر صلاة من الصلوات".
وإن راوي هذا الخبر كسابقه تلميذ لابن حزم فكيف يمكن أن يقال إنه لا يعرف كيف يسجد للسهو "وهو في السادسة والعشرين من عمره". وإني أقول إن السهو في الصلاة ليس كثير الوقوع، بل هو قليل الوقوع ولعله ينساه، ولا يذكره، واشتغاله بالسياسة وغيرها قد ينسيه إياه، ولكن الخبر ونسبته إلى تلميذه مع ذلك فيه نظر؛ لأنه يقرر أنه قد ترك السياسة وانصرف للعلم انصرافاً تاماً في السادسة والعشرين من عمره، مع أنه من الثابت أنه وزر لعبد الرحمن الخامس المسمى المستظهر الذي بويع بالخلافة في رمضان سنة ٤١٤، وكانت سن ابن حزم إذ ذاك نحو الثلاثين.
لذلك لا نستطيع أن نقبل مثل هذه الأخبار كابتداء لتعلم ابن حزم الفقه، لأنها في ذاتها موضع نظر، لأنها تناقض سياق حياته، ولأنها فيما يظهر قد دخلها التصحيف.
32