المرية (^١) .. إلى أن انقضت دولة بني مروان، وقتل سليمان الظافر أمير المؤمنين وظهرت دولة الطالبية، وبويع علي بن حمود الحسني المسمى بالناصر بالخلافة، وتغلب على قرطبة وتملكها واستمر في قتاله إياها بجيوش المتغلبين والثوار في أقطار الأندلس، وفي أثر ذلك نكبني خيران صاحب المرية، إذ نقل إليه من لم يتق الله ﷿ من الباغين - وقد انتقم الله منهم - عنى وعن محمد بن اسحاق صاحبي أنا نسعى في القيام بدعوة الدولة الأموية، فاعتقلنا عند نفسه أشهرًا ثم أخرجنا على جهة التعريب فصرنا إلى حصن القصر، ولقينا صاحبه أبا القاسم عبد الله بن هذيل النجيبى المعروف بابن المقفل، فأقمنا عنده شهورًا في خير دار إقامة وبين خير أهل وجيران، وعند أجل الناس همة وأكملهم معروفًا، وأتمهم سيادة ثم ركبنا البحر قاصدين بلنسية (^٢) عند ظهور أمير المؤمنين المرتضي عبد الرحمن بن محمد وساكناه بها". (^٣)
لما سكن أبو محمد بن حزم بلنسيه عند المرتضي أصبح وزيرًا (^٤) له وسار مع جيوشه إلى قرطبة ووقفت أمامهم جيوش غرناطة فنشبت الحرب بين الفريقين وانتهت بهزيمة المرتضي لخيانة وقعت بجيشه،