Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

Hani Fakih d. Unknown
70

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Editorial

نادي المدينة المنورة الأدبي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Géneros

٢ ــ ويضاف إلى هذا سببان آخران ساعدا في إسراع دخول الأنصار في الإسلام؛ أولهما: أن الأنصار كانوا وقتها يعانون فتننًا كبيرة وحروبًا حادة بين الأوس والخزرج، وقد مات بسببها كثيرٌ من أشرافهم وأعيانهم، فكانوا يأملون أن تنتهي هذه الحروب بدخولهم في الإسلام. يشهد لذلك قول الأنصار يومها للنبي ﷺ: "إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك" (^١). والسبب الثاني: ما طبع عليه الأوس والخزرج من رقة الطبع ولين الجانب والبعد عن المغالاة في الكبرياء. فقد كانت أصولهم ترجع إلى اليمن الذين وصف النبي ﷺ أهلها بقوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة وألين قلوبًا» (^٢). حديث سُويد بن الصَّامت وإسلامُ إياس بن معاذ: قال المصنف: «وكان سُويدُ بن الصَّامت أخو بني عَمرو بن عوف بن الأوس قد قَدِمَ مكة، فدعاه رسُولُ الله ﷺ فلم يُبْعد ولم يُجب، ثم انصرفَ إلى المدينةِ، فقُتل في بعض حُروبهم. ثم قَدِمَ مكة أبو الحَيْسر أنسُ بن رافع في فتيةٍ من قومه من بني عبد الأشهل، يطلبون الحِلْف، فدعاهم رسُولُ الله ﷺ إلى الإسلامِ، فقال إياس بنُ مُعاذ منهم ــ وكان شابًا حَدَثًا ــ: يا قومُ، هذا والله خيرٌ مما جئنا له، فضربه أبو الحَيْسر وانتهره، فسكتَ، ثم لم يَتِمّ لهم الحِلْف، فانصرفوا إلى بلادهم إلى المدينةِ،

(^١) المصدر السابق بالإسناد نفسه. (^٢) صحيح البخاري «٤٣٨٨»، صحيح مسلم «٥٢».

1 / 80