Husn Uswa
حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة
Editor
د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو
Editorial
مؤسسة الرسالة
Edición
الثانية
Año de publicación
١٤٠١هـ/ ١٩٨١م
Ubicación del editor
بيروت
بِغَيْر إِذن وَلَا عقد وَلَا تَقْدِير صدَاق وَلَا شَيْء مِمَّا هُوَ مُعْتَبر فِي النِّكَاح فِي حق أمته وَهَذَا من خصوصياته ﷺ الَّتِي لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد بِإِجْمَاع الْمُسلمين وَكَانَ تزَوجه بِزَيْنَب سنة خمس من الْهِجْرَة وَقيل سنة ثَلَاث وَهِي أول من مَاتَ بعده من زَوْجَاته المطهرات مَاتَت بعده بِعشر سِنِين عَن ثَلَاث وَخمسين سنة
وَأخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهم عَن أنس قَالَ جَاءَ زيد بن حَارِثَة يشكو زَيْنَب إِلَى رَسُول الله ﷺ فَجعل رَسُول الله ﷺ يَقُول اتَّقِ الله وَأمْسك عَلَيْك زَوجك فَنزلت ﴿وتخفي فِي نَفسك مَا الله مبديه﴾ فَتَزَوجهَا رَسُول الله ﷺ فَمَا أولم على امْرَأَة من نِسَائِهِ مَا أولم عَلَيْهَا ذبح شَاة وَأطْعم النَّاس خبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ فَكَانَت تفتخر على أَزوَاج النَّبِي ﷺ تَقول زوجكن أهليكن وزوجني الله من فَوق سبع سماوات وَكَانَت تَقول لرَسُول الله ﷺ جدي وَجدك وَاحِد وَلَيْسَ من نِسَائِك من هِيَ كَذَلِك غَيْرِي وَقد أنكحنيك الله والسفير فِي ذَلِك جِبْرِيل قَالَه الخازن ﴿لكَي لَا يكون على الْمُؤمنِينَ حرج فِي أَزوَاج أدعيائهم﴾ أَي فِي التَّزَوُّج بِأَزْوَاج من يجعلونه ابْنا كَمَا كَانَت تَفْعَلهُ الْعَرَب وَكَانَ النَّبِي ﷺ قد تبنى زيد بن حَارِثَة وَكَانَ يُقَال لَهُ زيد بن مُحَمَّد حَتَّى نزل قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ ﴿إِذا قضوا مِنْهُنَّ وطرا﴾ بِخِلَاف ابْن الصلب فَإِن امْرَأَته تحرم على أَبِيه بِنَفس العقد عَلَيْهَا ﴿وَكَانَ أَمر الله مَفْعُولا﴾ أَي قَضَاءَهُ فِي أَمر زَيْنَب أَن يَتَزَوَّجهَا رَسُول الله ﷺ مَاضِيا مَوْجُودا فِي الْخَارِج لَا محَالة
وَعَن عَائِشَة أَن رَسُول الله ﷺ لما تزوج زَيْنَب قَالُوا تزوج حَلِيلَة ابْنه فَأنْزل الله ﴿مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحد من رجالكم وَلَكِن رَسُول الله وَخَاتم النَّبِيين﴾ وَكَانَ رَسُول الله ﷺ
1 / 195