173

Husn Uswa

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

Investigador

د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠١هـ/ ١٩٨١م

Ubicación del editor

بيروت

أَنه قيل لسودة زوج النَّبِي ﷺ لَا تحجين وَلَا تعتمرين كَمَا تفعل أخواتك قَالَت قد حججْت واعتمرت وَأَمرَنِي الله أَن أقرّ فِي بَيْتِي فوَاللَّه لَا أخرج بَيْتِي حَتَّى أَمُوت قَالَ فوَاللَّه مَا خرجت من بَاب حُجْرَتهَا حَتَّى أخرجت بجنازتها ﴿وَلَا تبرجن تبرج الْجَاهِلِيَّة الأولى﴾ التبرج أَن تبدي الْمَرْأَة من زينتها ومحاسنها مَا يجب ستره مِمَّا تستدعي بِهِ شَهْوَة الرجل وَقد اخْتلف فِي المُرَاد بالجاهلية الأولى فَقيل مَا بَين آدم ونوح أَو زمن دَاوُد وَسليمَان وَقيل مَا بَين نوح وَإِدْرِيس وَكَانَت ألف سنة وَقيل مَا بَين نوح وَإِبْرَاهِيم وَقيل مَا بَين مُوسَى وَعِيسَى أَو مَا بَين عِيسَى وَمُحَمّد ﵇ وَقيل مَا قبل الْإِسْلَام والجاهلية الْأُخْرَى قوم يَفْعَلُونَ مثل فعلهم فِي آخر الزَّمَان أَو الأولى جَاهِلِيَّة الْكفْر وَالْأُخْرَى جَاهِلِيَّة الفسوق والفجور فِي الْإِسْلَام وَقد بَين حكمهَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَا يبدين زينتهن﴾ وَقيل تذكر الأولى وَإِن لم تكن لَهَا أُخْرَى وَكَانَ نسَاء الْجَاهِلِيَّة يظهرن مَا يقبح إِظْهَاره حَتَّى كَانَت الْمَرْأَة تجْلِس مَعَ زَوجهَا وخليلها فينفرد خليلها بِمَا فَوق الْإِزَار إِلَى أَعلَى وينفرد زَوجهَا بِمَا دون الْإِزَار إِلَى أَسْفَل وَرُبمَا سَأَلَ أَحدهمَا صَاحبه الْبَدَل قَالَ ابْن عَطِيَّة وَالَّذِي يظْهر لي أَنه أَشَارَ إِلَى الْجَاهِلِيَّة الَّتِي لحقنها وأدركنها فأمرن بالنقلة عَن سيرتهن فِيهَا وَهِي مَا كَانَ قبل الشَّرْع من سيرة الْكَفَرَة لأَنهم كَانُوا لَا غيرَة عِنْدهم فَكَانَ أَمر النِّسَاء دون حجبة وَجعلهَا أولى بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا كن عَلَيْهِ وَلَيْسَ الْمَعْنى أَن ثمَّ جَاهِلِيَّة أُخْرَى كَذَا قَالَ وَهُوَ قَول حسن وَيُمكن أَن يُرَاد بالجاهلية الْأُخْرَى مَا يَقع فِي الْإِسْلَام من التَّشَبُّه بِأَهْل الْجَاهِلِيَّة بقول أَو فعل أَي لَا تحدثن بأفعالكن وأقوالكن جَاهِلِيَّة تشابه الْجَاهِلِيَّة الَّتِي كَانَت من قبل وَعَن عَائِشَة قَالَت الْجَاهِلِيَّة الأولى على عهد إِبْرَاهِيم ﵇

1 / 187