ما رواه الطبراني - ورجاله رجال الصحيح إلا ابن لَهيعة، وحديثه لا بأس به - عن خَرَشَة بن الحُرِّ - وكان من الصحابة رضي الله تعالى عنهم -: أن النبي ﷺ قال: "لا يَشْهَدْ أَحَدُكُمْ قَتِيْلًا، فَعَسَىْ أَنْ يُقْتَلَ مَظْلُوْمًا، فتَنْزِلَ السَّخْطَةُ عَلَيْهِمْ، فَتُصِيْبَهُ مَعَهُمْ" (١).
فليس في هذا الحديث أن السخطة أصابته معهم إلا من حيث إنه شهد معهم قتل القتيل، وكثر سوادهم، ولم يباشر القتل؛ فما ظنك بمن يباشر القتل أو غيره من الفسوق، ويشارك أهله فيه، ويتشبه بهم!
ومن ثَمَّ جاء النهي عن مصاحبة الفسَّاق ومجالستهم.
وقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم وصححه، عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تُجَالِسُوْا أَهْلَ القَدَرِ ولا تُفَاتِحُوهُمْ" (٢).
وقال عمر ﵁ في كلام له رواه عنه ابن أبي شيبة في "المصنف"، وأبو نعيم في "الحلية"، والأصفهاني في "الترغيب"، وغيرهم: