الناصر جفاء، ففر إلى صاحب الكرك الملك المغيث وبمساعدته هاجم مصر مرتين، دون أن ينال كبير فائدة.
وكان إخفاقه في ذلك سببا في فساد الأمر بينه وبين الملك المغيث، فبدأ بيبرس يغير بخشداشيته لصالحه على الساحل والغوريات، حتى وصل إلى قرب دمشق، فقاومه الناصر، فهزم جيش الناصر، ووصل المنهزمون إلى] دمشق، فحمله ذلك إلى أن خرج بعساكره، ونزل بالمزيريب، ورحل منها إلى بركة زيزا وأقام بها مضاجرا للسلطان، ومن معه، وطالت مدة إقامته، ولم يظفر منه بطائل، فعدل إلى استمالته بكل طريق، فلما استوثق السلطان منه، حضر إليه، وتوجه معه إلى دمشق، في أعز مكانة، وضاعف له الإحسان، وأما من
Página 61