ببغداد، وأحضروا البناء لذلك، وأن البناء المذكور رحمه، وأخذه وأركبه مع العرب، وحضر به هاربا إلى الديار المصرية. ولما بويع على ما ذكر، قرب هذا البناء منه قربا زائدا، وبجل به.
ومكن هذا الخليفة في أول أمره من الركوب والنزول والدخول إليه، وصار له كاتب درج، وهو الإمام شرف الدين ابن المقدسي الدمشقي، وإمام، وصار يكتب عنه، ثم تخيل منه السلطان، وخاف عاقبة أمره فمنع من الدخول إليه والاجتماع، وصار على بابه جانداريه مدة سنين. ولما ملك حسام الدين لاجين، الملقب بالمنصور، مملوك السلطان الملك المنصور سيف الذين قلاون أنزله من القلعة، وأسكنه الكبش، وصار هو وأولاده مبتذلين، يركبون في الأسواق ويجتمعون بالعوام، وتهلهلت حرمتهم،
Página 114