أبو الفضل، عبدالله ابن شيخ الإسلام رشيد الدين عبدالظاهر، قد افتتح أيامه بنظم سيرة رتل فيها سور محاسنه، صورة صورة، وأرخ وقائعه التي هي في صحائف حسنات مسطورة، فأطال وأطاب، وخطب بأمتع خطاب، وأتى على مجموع أيامه يوما يوما، وصرح بمناقبه وإلى إبداعها أوما، لكن اقتضى الحال أن يثبت منها الغث والسمين، وأن يكرر ما يشافه به سمع سلطانه من إطرا، وإن كان فيه صادق لا يمين.
وكان - رحمه الله - قد تحدث معي في اختصارها، فلم يتفق في حياته، ولم يقع تأدبا معه، في إثبات نفيه، ونفي إثباته، وقد
Página 56