قدره، واعترافا بصنعه الذي تنفذ العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره، وكيف لا ! وقد أقام الدولة العباسية، بعد أن أقعدتها زمانة الزمان، وأذهب ما كان لها من محاسن وإحسان، وأعتب دهرها المنتمي لها وقد كان أوسعها عتبا، وأرضى عنها زمنها، وقد كان صال عليها صولة مغضب، فأعاده لها سلما بعد أن كان لها حربا، وصرف إليها اهتمامه، فرجع كل متضايق من أمورها واسعا رحبا، ومنح أمير المؤمنين عند القدوم حنوا وعطفا، وأظهر من الولاء رغبة في ثواب الله مالا يخفى، وأبدى من الاهتمام بأمر البيعة أمرا لو رامه غيره لامتنع عليه، ولو تمسك بحبله متمسك لا نقطع به، قبل الوصول إليه، لكن الله ادخر هذه الحسنة ليثقل بها ميزان ثوابه، ويخفف بها حسابه، يوم
Página 84