فلما عاد أبرز ثلاثة آلاف دينار إلى أبي عبد الله الحسين الأقساسي نقيب الطالبيين ، وأمره أن يفرقها على العلويين المقيمين في مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسين وموسى بن جعفر (عليهم السلام) (1). وذكر استاذنا الشيخ الأميني (2) أفرد العلامة سيدنا المرعشي في (مجالس المؤمنين) (3) ترجمة باسم عز الدين بن الأقساسي ، وقال : إنه من أشراف الكوفة ونقبائها ، كان فاضلا أديبا ، له في قرض الشعر يد غير قصيرة. روى أن الخليفة المستنصر العباسي خرج يوما إلى زيارة قبر سلمان الفارسي (سلام الله عليه) ومعه السيد المذكور ابن الأقساسي ، فقال له الخليفة في الطريق : إن من الأكاذيب ما يرويه غلاة الشيعة من مجيء علي بن أبي طالب (عليه السلام) من المدينة إلى المدائن لما توفى سلمان ، وتغسيله إياه ، ورجوعه في ليلته إلى المدينة ، فأجابه الأقساسي بالبديهة بقوله :
أنكرت ليلة إذ سار الوصي إلى
أرض المدائن لما أن لها طلبا
وقد نسب السماوي هذه الأبيات في كتابه (الطليعة) مخطوط إلى السيد محمد الأقساسي. قال شيخنا الأميني : ذكر ابن شهر آشوب هذه الأبيات بتغيير يسير وزيادة ، ونسبها إلى أبي الفضل التميمي ، أو لغيره من أسلاف آل الأقساسي الأولين ، وأنشدها قطب الدين للمستنصر. نعم ، إن أقساس مالك قرية من قرى الكوفة ، وإن لم يحقق المؤرخون موقعها غير أنا نرى أن الحسين (عليه السلام) مر بها
Página 118