Guerras del Estado del Profeta (Parte Uno)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Géneros
31
وهو ذات الإفصاح الذي أفصح عنه لسان «المغيرة بن الحارث» على الجانب القرشي، عندما عاد المهزومون فرارا إلى مكة، فالتقاهم «أبو لهب» ينادي «المغيرة»: «هلم إلي فعندك لعمري الخبر اليقين.» فأجابه «المغيرة» بخبره اليقين، موجزا قصة المفاجأة في بدر بقوله:
والله ما هو إلا أن لقينا القوم، فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا.
32
وهكذا سقطت الرءوس الأرستقراطية الصلبة، وتحقق الوعد الإلهي بإحدى الطائفتين، العير أو قريش، فكانت الثانية: قريشا. (3) فداء الأسرى
وكان الأسرى خير عوض عن عير «أبي سفيان»، بما دفعه أهل مكة فيهم لفك أسرهم، حتى «العباس» عم النبي، ورغم حب النبي له ولآل البيت الهاشمي، فقد دفع «العباس» فديته، وكان حب النبي
صلى الله عليه وسلم
لبيته الهاشمي مرحمة ملكت عليه فؤاده الرءوف، فهو لم ينس أنهم كانوا حماته ودرع دعوته الواقي بمكة، ثم عيونا له على المكيين بعد هجرته إلى يثرب، رغم عدم اتباعهم لدعوته، فكانت منعتهم له عصبية قبلية ووفاء عشائريا، مع دافع آخر هام يتمثل في صراعهم مع الأمويين بني عبد شمس، وهو موقف وإن تعارض مع الدعوة الأممية الطالعة، التي تنزع الولاء عن القبيلة وتضعه بيد العقيدة ودولتها الواحدة، فإن تلك النزعة العشائرية كانت ذات أثر ودور عظيم، في حماية صاحب الدعوة، ومن ثم دعوته، حتى وصل إلى حمى أخواله اليثاربة، الذين زادوا على الأزرة القرابية، الإيمان بدعوته. ومن ثم كان الوفاء النبوي واضحا في كتب السيرة، وهي تروي بلسان ابن عباس:
لما أمسى رسول الله يوم بدر، والأسارى محبوسون بالوثاق، بات الرسول ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه: يا رسول الله مالك لا تنام؟ - وقد أسر العباس رجل من الأنصار - فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : سمعت أنين عمي العباس في وثاقه، فأطلقوه، فسكت، فنام رسول الله.
Página desconocida