Guerras del Estado del Profeta (Parte Uno)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Géneros
وهنا يأتي خبر السماء مصدقا على الخطة البشرية ومشورة الأنصار، ورجلهم المقاتل «الحباب» المشهود له بالدربة والحنكة والخبرة القتالية، فيأتي جبريل إلى أخيه المصطفى عليهما السلام ليقول:
يا محمد، ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن الرأي ما أشار به الحباب.
16
والرواية هنا بحاجة إلى بعض التدبر، فإذا كان المسلمون سيبنون حوضا، حتى يتوفر لهم ماء الشرب، ويغورون بقية الآبار حتى لا تشرب قريش، فلا جدال هنا أن الآبار التي غورت، هي تلك - المفترض أن تكون واقعة - على مسافة متناثرة بين المسلمين وبين الجهة التي ستصل إليها قريش، ويكون تعبير «أدنى ماء» هنا بحاجة إلى إعادة فهم، فالإشارة الأولى عن نزول النبي
صلى الله عليه وسلم
ستعني بذلك أدنى أي أقرب بئر إلى مدخل الوادي حيث ستصل قريش، وبقية الآبار تكون خلف المسلمين، أما «أدنى ماء من القوم» في مشورة الحباب، فهي آخر بئر إلى الخلف، بعيدا عن موقع قريش المفترض، مع تغوير بقية الآبار التي ستقع بين المسلمين وبين قريش، ولا شك أن التباس «أدنى ماء» في المرتين اللتين وردتا بالرواية، هو ما دعا «الحلبي» كثير التساؤل ليقف محاولا الفهم متسائلا:
إن ذلك القليب إذا كان وراء ظهورهم، وسائر القلب خلفه (وهو ما يفهم من: أدنى ماء) فما المعنى في تغويرها؟ إنها إذا لم تغور يشربون ويشرب القوم - قريش.
17
وهو التساؤل المشروع عقلا، والذي يجب أن يكون كما انتهينا إليه، إلى فهم مؤداه أنهم بنصيحة «الحباب» نزلوا أبعد بئر عن القوم، وغوروا ما هو في الطريق بين الجيشين، وبذلك يتم المقصود، فتصل قريش عطشى ولا تجد ماء، إلا ما هو وراء المسلمين وفي حراستهم، أو في حوضهم الذي منه يشربون وحدهم. (2) موقع الفريقين
وحتى نتمكن من وضع تصور لخريطة المواقع في بدر، وموقع كل من الطرفين فيها، نقف مع القائد وموقعه بين أتباعه المسلمين، وهو ما أوضحه قول سعد بن معاذ له:
Página desconocida