Guerras del Estado del Profeta (Parte Uno)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Géneros
يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون (الأنفال: 65) ... عن عبد الله بن عباس قال: لما نزلت هذه الآية اشتد على المسلمين، وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين، ومائة ألفا، فخفف الله عليهم، فنسخها بالآية الأخرى:
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين (الأنفال: 66).
14
ولو أخذنا الأمر بظاهره، لكان المعنى أن الله جل وعلا لم يكن يعلم بضعف المسلمين، ثم علمه متأخرا «الآن ... علم أن فيكم ضعفا»، وحاشا لله أن يقصر علمه عما يليق بكماله، ومن ثم لا يكون هناك معنى لنسخ الآية الأولى بالثانية، سوى تفاعل الوحي الكريم مع ظرف الواقع، حيث تتناسب الآية الأولى مع خبر أول بعدد أفراد قريش، وهو ما كان يعادل عشرة إلى واحد بالنسبة إلى عدد المسلمين، بينما تتناسب الآية الثانية مع الخبر التالي الذي جاء يحمل نسبة أخرى هي اثنين إلى واحد، وهو ما يطابق العدد المقبول لقريش بالنسبة لعدد المسلمين، بعد انخزال بني زهرة عنها بثلث الناس، وكذب سراقة بن مالك أو إبليس بشأن مجيء كنانة مع قريش، فكان النسخ، وجاء صدق الوحي مطابقا للواقع، وإعلاما للمسلمين المحاربين بعدد عدوهم النهائي.
وإعمالا لكل ما تم الحصول عليه من معلومات استخبارية، تقرر أن يسبق المسلمون قريشا إلى بدر، فيروي ابن كثير:
فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يبادرهم إلى الماء، حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به، فذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح - محارب أنصاري - قال: يا رسول الله؛ أرأيت هذا المنزل؛ أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. قال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فامض حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا ونملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لقد أشرت بالرأي.
15
Página desconocida