Guerras del Estado del Profeta (Parte Uno)

Sayyid Qimni d. 1443 AH
113

Guerras del Estado del Profeta (Parte Uno)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Géneros

وتخميس الغنائم هنا يعود إلى أمر الوحي:

واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول (الأنفال: 41).

وهي الحصة التي سبق واشترعها لأول مرة، ابن عمة الرسول «عبد الله بن جحش» في سريته إلى نخلة، والتي خرق فيها الأشهر الحرم، واستولى على مغانم القافلة، وكانت أول غنم للمسلمين، ثم قال لرفاقه:

إن لرسول الله مما غنمناه الخمس، ثم فرق الباقي بينه وبين أصحابه. وهو ما جاء الوحي بعد ذلك مصدقا عليه في الآية السالفة.

3

هذا بينما كان الحال في مكة غير الحال في يثرب، فكانت مكة موتورة بقتلاها، حائرة في أمرها وأمر مهابتها وتجارتها وهو ما يعني كل مصيرها، ولما وصل «أبو سفيان» بقافلته، التي كانت سبب بدر الكبرى، ورأى قريشا تعود فلولا منهزمة وهو لا يستطيع شيئا، وهو صاحب اللواء والعسكر، نذر بيمين مغلظ إزاء ما رأى من هوان، ألا يمس رأسه من جنابة حتى يغزو يثرب. ومعلوم في تراثنا، أن الغسل من الجنابة كان ميراثا في تقليد العرب من قديم، مثله مثل الصلاة على الموتى، ومثل الحج وشعائره،

4

وكذلك القسم باليمين، كان واجب الوفاء.

ولما طال الأمر بالرجل، وهو من السادة المرفهين، وكان غزو يثرب بحاجة إلى زمن وإعداد، لم يحتمل عدم الاغتسال، ولم يكن ممن يحنثون باليمين، وهو حنث عند العرب عظيم. فخرج على رأس مائتي راكب من قريش إلى يثرب متخفيا، يريد أن يبر فقط بقسمه حتى يغتسل، فحرقوا بعض النخل المتطرف، وقتلوا رجلين من فلاحي الأنصار كانوا في حرثهما، ثم عادوا هاربين إلى مكة، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام مع رجاله في إثرهم، مما اضطر رجال أبي سفيان إلى إلقاء ما معهم من قرب السويق للتخفف والسرعة، والسويق هو حنطة تحمص وتطحن وتمزج بالسمن واللبن والعسل، وتتخذ زادا في السفر، فغنمها المسلمون، لذلك سميت تلك الغزوة «غزوة السويق».

5

Página desconocida