La Libertad Humana y la Ciencia: Un Problema Filosófico
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Géneros
والوجود المشارك
موضحا أن الله وحده هو الطبيعة الروحية التي تكون في ذات الهوية مع الوجود في ذاته، ومتعال عن الوجود المشارك،
26
ثم سهل عليه الخروج من هذه التفرقة بين الوجود في ذاته والوجود المشارك إلى التفرقة بين مجال الضرورة ومجال الحرية، فكل ما يتم بالطبيعة الفيزيائية محكوم بمبادئ الضرورة وقوانينها في حين أن كل ما يتسم بالطبيعة الروحية يظل متصفا بالحرية ويمكن فهمها في إطارها.
27
وأية نظرية تحاول إثبات الحرية إيجابا في العالم الحتمي، حتى ولو كانت من تلك النظريات العظمى التي تعودنا نحن - دارسي الفلسفة - أن نحني الهام إجلالا وتكرمة لها، وأن نتفانى في محرابها ... أية منها لا تخرج قيد أنملة عن هذه التفرقة التي وضعها بيكو ديللا ميراندولا بين مجال الحرية ومجال الضرورة، ومهما اتخذ هذان المجالان، خصوصا مجال الحرية، من أسماء متحذلقة يجفل منها ذوو العقول المتواضعة: الجوهر المفكر عند ديكارت ومونادا ليبنتز وأنا فشته، ومطلق شلنج، وإرادة شوبنهاور العمياء ... وعلى رأسها بالطبع نومينا كانط ... إنه فصم العالم إلى عالمين، أحدهما للضرورة الفيزيقية العلية والحتمية العلمية، والآخر للحرية الإنسانية والمسئولية والجدة. ••• (17) فصم العالم إلى عالمي بيكو - ذلك المفكر المتواضع المغمور - موقف لن يتعداه فيلسوف، في الشرق أو في الغرب ... في الشمال أو في الجنوب ... يحاول إثبات الحرية إيجابا في العالم الحتمي، غير أن الفلاسفة الألمان على وجه الخصوص، قد برعوا في صنعة الفصم والقسمة هذه، وحذقوا فنها حذقا شديدا، فهل من تفسير؟
أجل! فقد وجدت التفسير في أن «تأثر الفلسفة الألمانية بالمتصوف جاكوب بوهيمه أمر معترف به»،
28
فماذا عن هذا؟
الإسكافي يعقوب بوهيمه
Página desconocida