La Libertad Humana y la Ciencia: Un Problema Filosófico
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Géneros
Jerome Bruner
باسم الثورة بعد الصناعية، أي المتجاوزة للثورة الصناعية بمثالها الميكانيكي الحتمي، ويؤرخ لها بعام 1956.
أدرك علماء النفس أن أتباع سكينر قد تأثروا بما شاهدوه من سهولة التصرف في السلوك الحيواني، فافترضوا أن الأفعال الإنسانية جميعا - حتى الأفكار واللغة والدوافع والسمات الشخصية - يمكن تفسيرها بنماذج متشابهة، وإن تكن أشد تعقيدا، بيد أن الجيل الجديد من النفسانيين المعرفيين رفض هذه النظرية الآلية محتجا بأن هناك تراكيب وعمليات للعقل لا سبيل إلى إحالتها إلى أخلاط من الاستجابات المدعمة،
27
فنظروا إلى القيود التي وضعتها السلوكية في نصف القرن الأخير، بوصفها قيودا عقيمة وأنها كانت للأسف الشديد مصوغة على أساس تصور للعلوم الفيزيائية عفى عليه الزمان.
28
كذلك لم يكن السلوكيون مهتمين بالمعرفة أي بعمليات التفكير، ولم يأخذوا مأخذ الجد إمكانية أن تكون الطريقة التي يتصور أو يفكر بها الناس مهمة بالنسبة للأفعال والتصرفات، وكانت جذور فكرتهم المتمركزة حول الدافع، تمتد راسخة في عدم الثقة بالتفكير فيما يدور بالعقل، ورأوا التجريب المعملي وحده هو الذي يمكن أن يؤدي إلى معرفة يعتمد عليها، وترتب على هذا أن العمليات النفسية ينبغي أن تنزل إلى القاسم المشترك الأصغر للحياة الحيوانية، وكتب سكينر عن سلوك الكائنات العضوية، في غلو عنيف، مقترحا أن تنطبق مبادئه السلوكية على الحياة الحيوانية جميعا، بل على المخلوقات الحية جميعا.
29
أما الثورة المعرفية اللاحتمية، أو ذلك التغير الدرامي الذي أصبح واضحا وبدأ يفرض ذاته منذ ستينيات القرن العشرين، فهو يعني التخلي التدريجي عن هذه النظرة القاصرة، أو على الأقل إضعافها، لقد جددوا الاهتمام بأفكار الناس ومعرفتهم بوصفها عوامل سببية في الشعور وفي الفعل، وفي الطرائق المختلفة التي يقومون بها الحوادث،
30
Página desconocida