La Libertad Humana y la Ciencia: Un Problema Filosófico
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Géneros
بما يحمله هذا الاسم من دلالة إبستمولوجية محضة، بل ذاتية من حيث تجعله واقعا تحت طائلة تفسير الحتميين الذاتي لكل لاحتمية، وكان إدنجتون هو المسئول عن التسمية الشائعة له الآن، أي اللاتعين
Indeterminacy ،
91
بما تحمله من دلالة موضوعية، تجعله إبستمولوجيا وأنطولوجيا في آن واحد.
وبالنظر إلى حركة العلم المعاصر إبان انقلابه على الحتميين خصوصا في عشرينيات القرن العشرين، يتضح أن إدنجتون على رأس من تحمسوا لكشف العلم المعاصر عن الطبيعة اللاحتمية للكون، ورحبوا بانهيار الحتمية، لقد بدت اللاحتمية أمامه بوضوح رؤية صاف، قل أن تمتع به علماء آخرون من جيله، سخر علمه الغزير من أجل قضية اللاحتمية، وسخر اهتماماته الجادة ليوضح أن: «أن هذه التطورات الأخيرة حملت معها انسحاب العلم تماما من موقف العداء الصريح للإرادة الحرة، حتى إن هؤلاء الذين يتمسكون بالنظرة الحتمية للنشاط الذهني يجب أن يتمسكوا بها على أساس دراستهم للعقل ذاته أو كنتيجة لهذا، وليس لأنهم بهذه الحتمية يجعلون العقل متوافقا مع معرفتنا التجريبية بقوانين الطبيعة اللاعضوية».
92
على أن هذا الحتمي لا بد وأن يكون واقفا بمعزل عن التطورات الفيزيائية، فكما يقول إدنجتون: «لقد انزاحت الحتمية من موقعها الفيزيائي الذي بدا لا يتقهقر، ونحن طبعا نتشكك كثيرا في دعاويها لكي تضمن موقعا في مجالات الخبرة الأخرى».
93
لم تعد الفيزياء كما كانت، ملاذا أرحب للحتميين بما تسبغه على الكون من حتمية كاملة، لن ينفصم عنها العقل والفعل الإنساني، وهو جزء من كل، وطبعا، إذا كان للعقل أن يتحرر من الحتمية، فلا بد وأن يتحرر منها العالم الفيزيقي أولا، وكما يؤكد إدنجتون: «الآن لم يعد ثمة عائق أمام هذا التحرير فبعد أن وقفنا على الطبيعة اللاحتمية للكون يمكن أن نقتنع تماما بأن الإرادة الحرة أصيلة وحقيقية.»
94
Página desconocida