Libertad en el Islam
الحرية في الإسلام
Géneros
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ، وقال تعالى:
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ، وقال تعالى:
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ، وقال تعالى:
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ، فذكر هذه الأشياء في معرض الامتنان والإذن في الانتفاع بها دليل واضح على دخولها في قسم المباحات لا حرج في تناولها، ولا يعد الإعراض عنها طاعة يرجى ثوابها كما تقتضيه حقيقة الإباحة.
لما فتح أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أنطاكية، عزم على الرحيل منها وعدم الإقامة بعسكره فيها؛ مخافة أن يألفوا جودة هوائها ويأنسوا بطيب نسيمها، فيخلدوا إلى الراحة والدعة، وأرسل بهذه النية إلى الخليفة عمر بن الخطاب، فكان من جواب عمر: «أما قولك إنك لم تقم بأنطاكية لطيب هوائها، فالله عز وجل لم يحرم الطيبات على المتقين الذين يعملون الصالحات، فقال تعالى:
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ، وكان يجب عليك أن تريح المسلمين من تعبهم، أو تدعهم يرغدون في مطعمهم ...» إلخ.
وأما الآيات الواردة في سياق التزهيد والحط من متاع الحياة الدنيا، فلا يقصد منها ترغيب الإنسان ليعيش مجانبا للزينة ميت الإرادة عن التعلق بشهواته على الإطلاق، وإنما يقصد منها فيما نفهمه حكم أخرى؛ كتسلية الفقراء الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض، ومن قصرت أيديهم عن تناولها لئلا تضيق صدورهم على آثارها أسفا. ومنها تعديل الأنفس الشاردة، وانتزاع ما في طبيعتها من الشره والطمع لئلا يخرجا بها عن قصد السبيل ويتطوحا بها في الاكتساب إلى طرق غير لائقة؛ فاستصغار متاع الدنيا وتحقير لذائذها في نفوس الناس يرفعهم عن الاستغراق فيها، ويكبر بهممهم عن جعلها قبلة يولون وجوههم شطرها حيثما كانوا، وقد بين لنا العيان أن الإنسان متى عكف على ملاذ الحياة، ولم يصح فؤاده عن اللهو بزخارفها، ماتت عواطفه ونسي أو تناسى من أين تؤتى المكارم والمروءة، ودخل مع الأنعام في حياتهم السافلة.
وأما ما ثبت عن بعض السلف من نبذ الزينة والإعراض عن العيش الناعم عند القدرة عليه أو في حال وجوده فلا يريدونه قربة بنفسه، ولكن يبتغون به الوسيلة إلى رياضة النفس وتدريبها على مخالفة الشهوات؛ لتستقر تحت طوع العقل بسهولة، وتتمكن من طرح أهوائها الزائغة بدون كلفة، فلو وثق الإنسان من نفسه بحسن الطاعة، لم تكن في مجانبته للطيبات مزية ولا مؤاخذة.
ولما كان السرف في صرف الأموال وبسط الراحة بإنفاقها يفضي إلى نفاذها، والتشوف إلى ما في أيدي الناس، أو يؤدي في الأقل إلى قلتها وعيش صاحبها كاسفا على ما فاته من السعة ورفاهية الحال؛ أمر الشارع بالاقتصاد في الاستمتاع بها، ولم يرسم لذلك حدا فاصلا، بل أوكله إلى اجتهاد المكلف وما يعلم من وسعه، فقال تعالى:
لينفق ذو سعة من سعته ، وقال تعالى:
Página desconocida