والمصبورة - التي نهى عنها في الحديث - هي المحبوسة على الموت، ومنه قولهم: قتل صبرًا، إذا حبس على القتل حتى يقتل.
والبلية: الفرس أو الناقة تحبس عند قبر صاحبها ولا تعلف ولا تسقى حتى تموت، وهي من سنن الجاهلية على موتاهم، ليركبها صاحبها يوم البعث، وكانوا يرون ذلك دينًا. قال جريبة ابن أشيم الفقعسبي يوصي ابنه:
يا سعد إما أهلكن فأنني ... أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب
لا تتركن أباك يعثر خلفهم ... تعبًا يخر على اليدين وينكب
ولقل لي مما جعلت مطية ... في الهام أركبها إذا ما ركبوا
ويقال: هب النائم، إذا استيقظ من نومه هبًا؛ وهبت الريح هبوبًا، وهب التيس: إذا هاج وصاح، هبيبًا، وهبت الناقة في سيرها: إذا تساقطت فيه وتهافتت هبابًا، قال لبيد:
فلها هباب في الزمام كأنها ... صهباء راح مع الجنوب جمامها
ويقال: عشوت إليه: أي استدللت إليه ببصر ضعيف، قال الحطيئة:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد
ويقال أيضًا: عشوت إليه: أي قصدته، وعشوت عنه: أي صددت عنه، ومنه قوله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن) .