أبلغ سليمان أني منه في سعة ... وفي غنى غير أني لست ذا مال
سخا بنفسي أني لا أرى أحدًا ... يموت هولًا ولا يبقى على حال
فالرزق عن قدرٍ لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه خول مختال
ُوالفقر في النفس لا في المال تعرفه ... ومثل ذاك الغنا في النفس لا المال
وأما كليم المهود: فهو عيسى ﵇، وأمه هي مريم بنت عمران ابن ماثان بن يعاقيم من ولد داود ﵇ من سبط يهودا ابن يعقوب. وكان زكريا أيضًا من ولد داود. وكان هو وعمران في زمن واحد. وكانت تحت زكريا أشياع بنت عمران أخت مريم، وكان يحيى وعيسى ﵉ ابنى خالة، وكان زكريا نجارًا، وأشاعت اليهود أنه ركب من مريم الفاحشة. وقتلوا زكريا في جوف شجرة قطعوها وقطعوه معها.
قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: ويذكر في الأنجيل أن يوسف بن داود النجار خطب مريم وتزوجها، فلما صارت عنده وجدها حبلى قبل أن يباشرها، وكان رجلًا صالحًا، فكره أن يفشي عليها، وعزم على أن يسرحها خفة، فتراءى له ملك في النوم فقال: يا يوسف بن داود:؛ إن امرأتك مريم ستلد غلامًا يسمى عيسى، وهو ينجي أمته من خطاياهم.
ونشأ عيسى في حجر يوسف بن داود، وذهب به وبأمه إلى أرض الخليل، فسكن بها قرية تسمى: نصران، من أرض الشام، وقيل: ناصره، فلذلك قيل: نصارى.