يغفر زلته ، ويرحم عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويرد غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلته ، ويرعى ذمته ، ويعود مرضته ، ويشهد ميتته ، ويجيب دعوته ، ويقبل هديته ، ويكافي صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويرشد ضالته ، ويرد سلامه ، ويبر إنعامه ، ويصدق أقسامه ويواليه ، ولا يعاديه ، وينصره ظالما أو مظلوما ، فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه ، وأما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ، ويحب له من الخير مايحب لنفسه ، ويكره له من الشر مايكره لنفسه ) (1) .
وبإسناده أيضا إلى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له عليه ) (2) ، وفي حديث آخر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) (3) ، وهنا نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن فعل ما يؤدي إلى التباغض بيننا ، وإلى التحاسد وهو تمني زوال النعمة عن الغير ، والتدابر وهو الإعراض عن بعضنا البعض ، والتقاطع وهو ترك التواصل ، ونهانا كذلك عن هجران بعضنا البعض أكثر من ثلاث ، قال الإمام الهادي عليه السلام : ( ليس من أخلاق المسلمين التهاجر إنما التهاجر من أخلاق الفاسقين . والمؤمنون كما قال الله تعالى { على سرر متقابلين } [ الحجر : 47] ، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام فيلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) (4) .
Página 85