64

{ وقل لهما قولا كريما } ، إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما ، فذلك منك قول كريم ، قال : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } ، قال : لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ، ولا ترفع صوتك فوق صوتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدم قدامهما ) .

العقوق ومساوئه :

وهنالك الكثير من الآيات والأحاديث المحذرة من عقوق الوالدين كما إن العقل يستنكر الإساءة إلى المحسن فما بالك بالوالدين اللذين عظم جميلهما وكثر إحسانهما ، إضافة إلى ماورد في حقهما من التعظيم

والتحذير من العقوق وجعله من الكبائر .

وللعقوق مساوئ خطيرة ، وآثار سيئة تحذر العاق وتتوعده بالشقاء الدنيوي والأخروي ، ومنها :

1 أن العاق لوالديه يلقى نفس العقوق من ولده لقد حكي أن الأصمعي قال : حدثني رجل من الأعراب قال : خرجت من الحي أطلب أعق الناس ، وأبر الناس ، كنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو ولا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد ، وخلفه شاب في يده رشاء قد تلوى يضربه به ، قد شق ظهره بذلك الحبل .

فقلت له : أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف ، أما يكفيه ماهو فيه من هذا الحبل حتى تضربه ؟

قال الشاب : إنه مع هذا أبي ، قلت : فلا جزاك الله خيرا ، قال : اسكت فهكذا كان يصنع هو بأبيه ، وهكذا كان يصنع أبوه بجده ، فقلت هذا والله أعق الناس .

قال : ثم جلت أيضا حتى انتهيت إلى شاب في عنقه زنبيل فيه شيخ هرم كأنه فرخ ، فيضعه بين يديه في كل ساعة ، فيزقه كما يزق الفرخ .

فقلت له : ما هذا ؟ فقال أبي ؟ وقد خرف ، فأنا أكفله ، قلت : وهذا أبر العرب فرجعت فقد رأيت أعقهم وأبرهم .

2 يشعر العاق بالقلق ، وعدم الإرتياح ، ويسوده الضيق والضنك المستمرين .

3 ينال العاق العذاب الأكبر يوم القيامة وفي النار يكون الجزاء الأوفى

البر في الحياة وبعد الممات :

Página 65