ونجد قسما آخر يقر بالله تعالى ، ولكن قد لا يصلي ، أو يصلي ، ولكنه لا يصوم ، أو لا يحج ، أو لا يؤدي الزكاة ، فمن كان على هذه الصفة فلا بد أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى .
وليتأكد الإنسان بأن الإسلام لن يقبل الإنسان المنقسم على نفسه الذي يكون طيبا هنا وخبيثا هناك ، ولو فتشنا عن واقع المسلم في عصرنا لوجدنا أنه أمام واقعين تجاه هذه الحقوق المطلوبة منه .
الأول : واقعه مع الحقوق المتعلقة بالخالق : قد يقوم بهذه الحقوق المتعلقة بالخالق ، ولكنه قد لا يؤديها على وجهها المطلوب ، أو لا يلمس أثرها على واقعه المعاش ، وعلى سبيل المثال :
لو تناولنا أركان الإسلام الخمسة الأساسية التي لا يعفى أحد من أدائها في حالة انطباق الشروط ، لأدركنا تقصيرنا ورجعنا بحصيلة كبيرة من الحقائق الغائبة عن أذهاننا .
فأول أركان الإسلام الإقرار بالله تعالى وحده ، والإقرار بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد يقر الإنسان بذلك ، ولكنه ينافي هذا الإقرار بشبه خطيرة ، كالتشبيه والإرجاء ، أو مايتعلق بقضايا العقيدة بشكل
عام وينسب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مالم يقله .
إذن يجب على المسلم الحصيف أن يرجع إلى ما وضحه القرآن من الصفات اللائقة بالله تعالى ، وسار عليها أهل البيت عليهم السلام .
وثانيها الصلاة ، قد يصلي الإنسان ولكن قد لا يظهر أثرها على حياته ، أو لم يحقق الحكمة التي أبانها الله من إقامتها :
{ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } [ العنكبوت : 45] .
فالإبتعاد عن جميع الرذائل ، والتطهير من سوء القول والعمل هو حقيقة الصلاة ، وقد جاء في الحديث القدسي :
Página 4