فالمملوك إنسان يجب إحترام مشاعره وأحاسيسه ، ويجب على الإنسان المؤمن أن لا يعتبر الرق مصدر شعور بالدونية، وقد عوض الله المملوك في الدنيا إذا كان صالحا أجرا مضاعفا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن العبد إذا نصح لسيده ، وأحسن عبادة الله ، فله أجره مرتين ) (1) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( المملوك الذي يحسن عبادة ربه ، ويؤدي إلى سيده الذي عليه من الحق والنصيحة والطاعة ، له أجران ) (2) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة ، وأول ثلاثة يدخلون النار ، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة : فالشهيد ، وعبد مملوك أحب عبادة ربه ونصح لسيده ، وتخفيف متعفف ذو عيال ، وأول ثلاثة يدخلون النار : امير مسلط ، وذو ثروة لا يعطي حق الله ، وفقير فخور ) (3) .
سبق الإسلام بتصفية نظام الرق :
وقد سبق الإسلام غيره بتصفية نظام الرق والدعوة إلى الحرية ، وبشتى الوسائل ، فالترغيب من جانب ، وتكفير الخطايا من جانب آخر .
قال تعالى : { فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة } [ البلد : 1113] ، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار ) (4) .
يقول د/القرضاوي : ( وإذا كان رق الأفراد قد انتهى تقريبا من العالم ، فإن يحق لنا بل يجب علينا أن نسجل هنا أن الإسلام هو أول نظام في الدنيا عمل بكل الوسائل على تصفية الرق ، وإلغائه من دنيا الناس بالتدريج .
Página 112