El Gran Estafador Americano Hukar: Dos en Uno
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Géneros
في صباح اليوم التالي، كان المستر بنهام مدير البوليس جالسا إلى مكتبه، وقد استدعى إليه جان شفلر من السجن والمستر أفلن، وكان مستخدمو أفلن ومس إيفا كروس، وكاتبا شفلر هارتمان ونوبلي، والمحامي جوزف بلاك وكتبته، والمستر إبراهام بكاروف ينتظرون خارج المكتب في قاعة المخفر؛ فاستدعى المدير أولا مس إيفا كروس، فلما دخلت ووقعت عينها على عين شفلر رأت رجلا طلق المحيا باسم الثغر؛ فتذكرت حبها له وتحول غيظها إلى رضى وقساوتها إلى حنو، ونظرت إليه نظرة المستغيثة بحبه، وهو نظر إليها نظرة الاحترام والإعجاب. وبالطبع، كان قد بلغها أن هوكر أنكر اسمه وادعى لنفسه اسما آخر، فلما جلست سألها المدير: «هل تعرفين هذا الرجل؟» فنظرت إلى شفلر كأنها تستفتيه ماذا تجيب، فلم تر منه إشارة قط تستطيع أن تفهم منها شيئا، بل كان ينظر إليها كأنه ينتظر ماذا يكون جوابها، فلما ترددت قليلا قال لها المدير: ألا تعرفينه؟ ألم تريه؟
فقالت: إذا لم أكن غلطانة فأعرفه. - من هو؟ ما اسمه؟
فاستغربت إيفا كروس نظرات شفلر لها التي تدل على عدم معرفته إياها، وقالت بنفسها: أحقيقة أنه ليس جاك هوكر أم هو مقتدر بهذا المقدار في تنكير نفسه؟! فقالت: أعرف شابا بهذه الملامح نفسها من غير فرق تقريبا يدعى جاك هوكر.
فقال لها أفلن: هو جاك بعينه، ألا تعرفينه جيدا؟
فقال مدير البوليس: «أرجو ألا تتداخل في التحقيق يا مستر أفلن.» ثم قال لمس كروس: ألا توكدين أن هذا الفتى هو جاك هوكر بعينه؟ - إذا لم يكن له شبيه فهو جاك هوكر.
ثم التفت إلى شفلر وسأله: هل تعرف هذه السيدة؟ - لم يحصل لي هذا الشرف قبل الآن. - أما رأيتها قبل الآن؟ - لا أتذكر أني رأيت سيدة بهذه الملامح، وأظن أن سيدة محترمة مثلها لا ترى في أي مكان. - أما زرتها في منزلها وأريتها دبوسا ثمينا لتبيعه لها؟ - قلت لك أمس أن لا شأن لي بمسألة الدبوس؛ لأني لست تاجر دبابيس ولا حلي، وأما هذه السيدة فلم يكن لي الشرف أن أعرفها حتى يحق لي أن أزورها في منزلها، أو أكلمها في مكان آخر. - هل تعرف اسمها؟ - إذا كنت لا أعرفها، فكيف أعرف اسمها، ولعلها هي السيدة التي أشرت إليها أمس في استجوابك لي. - من هي السيدة التي ذكرتها لك أمس؟ - لا أتذكر الاسم الذي ذكرته لي، سوى أني أذكر أنها من سكان الأفنيو الخامس.
ثم التفت إليها وسألها: هل أراك هذا الرجل دبوسا؟ - إذا كان هو جاك هوكر فقد أراني مساء أول أمس دبوسا، وقال لي إنه أخذه من محل أفلن وشركاه، وأن ثمنه 11 ألف ريال، ولكنه يبذل جهده أن يشتريه بعشرة آلاف فقط، وأقنعني أنه إذا رأى المستر أفلن العشرة آلاف ريال نقودا في يد والدبوس في يد أخرى يختار العشرة آلاف ريال، وبناء على ذلك أعطيته تحويلا «لناقله» بقيمة 11 ألف ريال؛ حتى إذا لم يرض المستر أفلن العشرة آلاف ثمنا للدبوس زاد له الثمن تدريجا حتى 11 ألف ريال، وخرج من عندي على موعد أن يعود بعد ظهر أمس إما بالدبوس أو بالفلوس. - أتشكين بأنه جاك هوكر؟ - لا أكاد أشك لولا أن صوته ضخم قوي وصوت هوكر ناعم لطيف.
فقال أفلن: لا يتعذر عليه أن يكيف صوته كما يشاء.
ثم قال المدير: هل تحققت إن كان التحويل قد دفعه البنك؟ - نعم! - على أي بنك هو؟ - على بنك نيكر بوكر.
وفي الحال، أرسل المدير إلى البنك يستدعي الصراف الذي صرف التحويل الذي قيمته 11 ألف ريال «لناقله» بإمضاء مس إيفا كروس، ثم سألها: لماذا لم تبلغي البوليس عن هذا الحادث؟
Página desconocida