نعم نعم ... وانبهر الصيادون وقالوا: لم نتفق على هذا، نحن نصيد السمك ولا نصطاد كئوسا ذهبية. قلت: بل اتفقنا، وكلام الرجال قسم. قالوا وماذا تريد؟ قلت: أريد صيدي. قالوا: ولكنه كأس ذهبية. قلت: ذهبي أو برونزي. لقد اتفقنا ... أخرجوه وانظروا فيه ... قالوا: نخرجه، ولكن هل تدفع ثمنه؟ قلت: أدفع فيه ما أملك. إن آلهة الحظ قدرته لي، فهل تمنعونه عني؟ تفكروا قليلا ونظروا إلي، عرفوا أنني مصمم على الكأس مهما كان الثمن. أخرجوه من الشبكة وقلبوا فيه ثم هتف أحدهم: تعال! اقرأ ما عليه! وتناولت الكأس بين يدي وقرأت. كانت قد نقشت عليه هذه العبارة: لأحكم الحكماء. هتفت: صدقت النبوءة يا إخواني! تعجبوا قائلين: النبوءة؟ قلت: نعم! فقد شاءت الإلهة أن أقدمه هدية لأحكم حكماء اليونان. قالوا: إذن فلن تبيعه؟ قلت: أبيعه؟ مثل هذا الكنز لا يباع. إنه يعطى لأحكم الحكماء، أو يوضع في معبد الإله ليراه كل الأتقياء. قالوا: خذه على بركتهم. خذه واذهب! رفض الصيادون أن يأخذوا مني شيئا.
وانصرفت بالكنز الذي حافظت لكم عليه يا أبنائي، وها قد جاءت اللحظة لأقدمه لكم.
الأولاد :
لنا يا أبي؟
الأب :
نعم ... لتسلموه لأحكم الحكماء.
الأولاد :
ومن يحكم بأنه أحكم الحكماء؟
الأب :
الحكماء أنفسهم يا أبنائي.
Página desconocida