أن البشر تسعدهم كنوز النفس، لا كنوز الذهب والفضة.
كرويزوس :
إذا كنتم لا تقدرون السعادة ولا الثروة الحقيقية بما أملكه من كنوز، ألا ترون أن عندي من الأصدقاء والأنصار أضعاف ما عند أي ملك أو حاكم آخر؟ هذا واحد منهم جاء إلي من أثينا. أيها العبيد! أحضروا ألكميون.
الحكماء :
وفجأة فتحت الأبواب، وظهر إنسان عجيب وسط عدد من الحراس والعبيد. كان يبدو تائه العينين زائغ البصر. وبدا عليه الاضطراب، وكأنه قد عجز عن السير خطوة واحدة. فقد انتفخ ثوبه الواسع بصورة مذهلة، كأنه بطن امرأة أوشكت على الوضع. وعندما دفعه الحراس وشدوه قريبا من الملك، وقعت أبصارنا على شعره الذي حشاه بسبائك الذهب، بل لقد تعجبنا من انتفاخ أوداجه، وأدركنا أنه حشا فمه بقطع ذهبية صغيرة سقطت إحداها على الأرض، عندما حاول أن يسعل. وهلل الملك وصاح، وهو يتلوى من الضحك:
كرويزوس :
قل لهم يا ألكميون! ألست أسعد إنسان؟ ألم تصبح أنت أيضا أسعد إنسان بعد أن سمحت لك بزيارة كنوزي، وأخذ ما تستطيع أخذه منها؟ ألا يكفي هذا الذهب الذي حملته في ثيابك، ودفنته في طيات جسدك، وحشوت به فمك أن يجعلك سعيدا؟ أم أن المفلسين والجوعى أسعد منك وأحكم؟ ... حاول ألكميون أن يضحك، فسقطت قطع الذهب من فمه، ورنت على الأرض، وازداد ضحك الملك فقلنا له:
الحكماء :
العقل هو أعظم الكنوز، والسعيد من يبقى سعيدا إلى النهاية.
المؤرخ :
Página desconocida