<52> قال الخزري: لقد أقنعني هذا، لكني لم يقو عندي صناعة الערוב حتى تكون تؤلف بين שתי רשויות.
<53> قال الحبر: إذا فلم تقو عندك الشريعة كلها، أيقوي عندك استحلال المال والملك والأهل والعبيد بأخذ الקנין، وبالצואה، وتطليق المرأة وتحريمها بعد كونها حلالا بقول כתבו וחתמו ותנו גט، وإباحتها بعد تحريمها بقول תהא לי מקודשת. وكل ما في תורת כהנים مما يتعلق تمامه بعمل ما أو كلام ما، وצרעת הבגד והבית المتعلقة بقول الכהן טמא أو טהור. وجميع المشكنة إنما تعلقت الקדושה فيها בהקמת משה الמשכן، والמשיחה בשמן המשחה. وكذلك الכהנים إنما تعلقت الקדושה بهم بالמלואים والתנופה. والלוים بالטהרה والתנופה. وتطهير الטמאים במי נדה التي هي אפר פרה ואזוב ושני תולעת، וחטוי הבית בשתי צפרים חיות. وتلك الصناعة وغفران الذنوب في יום הכיפורים. وتطهير القدس من الטמאות בשעיר עזאזל مع الأعمال المقترنة به. وبركة בני ישראל برفع אהרן يديه، والتكلم بقول יברך ה'. وكان يحل مع كل فعل من هذه الأفعال الأمر الإلهي، لأن أعمال الشريعة كالأكوان الطبيعية جميعها مقدرة من عند الله تعالى، وليس تقديرها في قدرة بشري كما ترى الأكوان الطبيعية تقدر وتتزن وتتناسب في امتزاجها من الطبائع الأربع فبأيسر أمر تتم وتتهيء وتحلها الصورة التي تستحقها من حيوان ونبات، ويحصل لكل مزاج الصورة التي يستأهلها وبأيسر شيء يفسد. ألا ترى البيضة يفسدها أقل عرض من حر مفرط أو برد أو حركة فلا تقبل صورة الفروج ويتممها تسخين الدجاجة لها ثلاثة أسابيع، فتحله الصورة على الكمال، فمن ذا الذي يقدر أن يقدر الأعمال حتى يحلها الأمر الإلهي إلا أن يكون الله وحده. وفي مثل هذا ضل الكيماويون والروحانيون. أما الكيماويون فزعموا أنهم سيقدرون النار الطبيعية بأوزانهم حتى تكون لهم ما يردون، وتقلب لهم الأعيان، كما تفعل نار الحر الغريزي في الحيوان الذي يقلب الغذاء دما ولحما وعظما وسائر الأعضاء فيرومون إيجاد مثل هذه النار وغلطتهم تجارب وجودها بالاتفاق لا من تقديرهم، كما وجد الإنسان يتكون مع وضع المنى في الرحم والروحانيون لما سمعوا من لدن آدم إلى بني إسرائيل ما كان ينقضي لهم بالقرابين من ظهور الآثار الإلهية ظنوا أن الابتداء إنما هو من التحذق والبحث وأن الأنبياء إنما كانوا علماء متحكمين يدبرون تلك الغرائب بقياسهم، فطمعوا أن يقدروا هم أيضا قرابين في أوقات معلومة وإرصاد نجومية بحسب ما أدى إليه قياسهم مع أعمال وبخورات حتى عملوا مصاحف للكواكب وغير هذا مما يحرم ذكره، ودون هؤلاء أصحاب الשמות لما سمعوا عن نبي نبئ أنه نطق بكذا وكذا وانقضت له معجزة كذا ظنوا أن ذلك الكلام هو السبب في تلك المعجزة، فراموا تلك الهيئات ليس المستعمل كالمطبوع الأعمال الشريعية تشاكل الطبيعية لست تدري حركاتها وتحسبها عبثا حتى ترى النتيجة فتفوض إلى مدبرها ومحركها وتسلم له كما لو أنك لم تسمع بجماع ولا عرفته ولا عرفت نتيجته ورأبت نفسك شرهة إلى أخس عضو في المرأة وأنت ترى ما في قربها من الخساسة وما في الانذعان إلى المرأة من الدناة لعجبت ولقلت ما هذه الحركات إلا عبثا وجنونا حتى إذا رأيت مثالك قد نشأ ما امرأة أعجبك الأمر وتخيلت أنك من أعوان الخلقة وأن الخالق قصد بك عمارة الدنيا. وهكذا أعمال الشريعة المقدرة من عند الله تعالى تذبح الكبش مثلا، وتتلوث في دمه وفي سلخه وفي تنظيف أحشائه وغسله وتعضيته ورش دمه، وإصلاح حطبه وإيقاد ناره ونضده ولو لم يكن من أمر الله تعالى لاستخففت بهذه الأعمال ولرأيت أنها مبعدة من الله تعالى لا مقربة، حتى إذا تم على ما ينبغي ورأيت النار السماوية، أو وجدت في نفسك روحا آخر لم تعهده، أو منامات صادقة أو كرامات عرفت أنها نتيجة ما قدمت والأمر العظيم الذي به اتصلت وعليه حصلت ولم تبال إن مت بعد اتصالك به إذ إنما موتك فناء جسدك فقط. وأما النقس التي حصلت في تلك الرتبة فلا انحطاط لها عنها، ولا بعد عن تلك الدرجة.
فتبين من هذا أن لا قرب إلى الله تعالى إلا بأوامر الله تعالى ولا سبيل إلى العلم بأوامر الله إلا من طريق النبوة لا بتقايس ولا بتعقل، ولا صلة بيننا وبين تلك الأوامر إلا بالنقل الصحيح. والذين نقلوا إلينا تلك الشرائع لم يكونوا أفرادا، بل كثرة وعلماء وأجلاء ومتصلين بالأنبياء، ولو لم يكونوا غير الכהנים والלוים والשבעים זקנים الذين كانوا حملة الתורה ولم ينقطعوا من لدن משה.
<54>
<55> قال الحبر: فنحن اليوم إذا أحذق منهم وأعرف إذ نحفظ الתורה بزعمنا.
<56> قال الخزري: كذلك أقول.
<57> قال الحبر: فلو كلفنا تقريب قربان أكنا ندري كيف نذبحه ولأي جهة، وקיבול דמות והפשטו ונתוחו وكم عضوا يعضي وكيف يرش الدم وמנחתו ונסכו والשירות عليه، وما يلزم الכהנים من קדושה וטהרה ומשיחה ولياس وهيات، وكيف يأكلون الקדשים وأزمنتها وأمكنتها وغير ذلك مما يطول.
<58> قال الخزري: لسنا ندري هذا دون إمام أو نبي.
<59> قال الحبر: ألا ترى أهل בית שני كيف بنوا الמזבח سنين حتى أعان الله تعالى في بنيان البيت ثم في بنيان السور، أتظن أنهم كانوا يقربون جزافا كيف ما اتفق؟
<60> قال الخزري: ليس يمكن أن يكون עולה אשר ריח נחוח وهي شريعة ليست عقلية إلا وتتم جميع أجزائها بإذن الله تعالى وبأمره لا سيما وقد علموا شرائع יום הכפורים وما أعظم من الסוכה، وكلها تحتاج إلى علم دقيق ومعلم حاضر.
Página desconocida