فتساءل وهو يمضي إلى البار ليملأ قدحين من كوكتيله المشهور: ترى هل سمعت هذا القول من قبل؟ - لم دعوتني؟ .. هل وراءك فيلم جديد؟
فقدم لها القدح قائلا: إني أفكر في مستقبل بناتي، ولا أنساهن كما ينسينني؛ لذلك حدثت المخرج أحمد رضوان في شأنك!
فاشتعلت عيناها في اهتمام ودهشة وتمتمت: شأني؟ - قلت إنك فتاة ممتازة وجميلة وتصلحين للشاشة!
فهتفت في ذهول: أنا! - أنت طبعا!
فضحكت بعصبية وقالت: لا أتصور، لا أستطيع! - وهل كان مرزوق يتصور أو يستطيع؟ - لست ممثلة .. ثم أنسيت أبي؟ - سيثور طبعا، ويرفض، وسأحدثه طويلا، وسوف يذعن في النهاية! - إنه أصلب مما تتصور، ولكنه ليس العائق الحقيقي، العائق هنا!
وأشارت إلى نفسها، فقال: لندع الأمر للتجربة. - إذن فأنت جاد؟ - وهو على استعداد لاختبارك! - وما الذي جعلك تفكر في ذلك؟
وهو يضحك: حتى لا تقتصر حياتك على الأكل والشرب والنوم!
ودارت قلقها بالضحك، فقال: توقعت أن تتحمسي أكثر من ذلك، فالحياة تطالبنا بالحماس، حتى في أسوأ الظروف.
وشربا معا، وأغمضت عينيها لتفكر، وراح هو يتمشى بين البار والتلفزيون. فتحت عينيها، فالتقت بعينيه، فسألها: ماذا قلت؟ - ليكن، ليس في الإمكان أسوأ مما كان.
فضحك وقال: الغم يخلق حكما جديدة.
Página desconocida