فتساءلت وهي تنهار تماما: والأمل؟ ألا يوجد أمل؟
فقال الأستاذ بصوت رنان: طبعا! وهو أمل كبير .. والله المستعان.
وعاشت منى الأيام التالية في الجحيم. ولم تكد تفارقها عليات وسنية. وكانت تقول: حتى لو برئ من القتل المتعمد، فقد قضي على مستقبله!
ولم توجد كلمة صالحة للعزاء، فمضت تصرخ: علي اللعنة! أنا المسئولة عن كل شيء.
وسعت إلى لقاء شقيقها في السجن. وبكت بحرارة وجنون. ومن عجب أنها وجدته هادئا مستسلما. وقال لها: كفي عن البكاء يا منى فلا جدوى منه.
فقالت وهي تنتحب: ولكني السبب اللعين!
فقال بهدوء: أنت معتدى عليك، وكان طبيعيا أن تفضي إلي بحزنك، كما كان طبيعيا أن أغضب.
وغمغم بكلام لم تدركه، ثم قال: ثمة خطأ أعمى لا أدري عنه شيئا، قتل الرجل وقضي علي! - أنا الخطأ الأعمى يا أخي! - هو أقوى منك ومني، كفي عن البكاء! - ليتك لم تغضب يا أخي!
فقال بضجر: ولكني غضبت، وعلي أن أواجه المصير.
17
Página desconocida