El Hobbit y la Filosofía: Cuando los enanos y el mago pierden el camino
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Géneros
3
يبدو واضحا أن تولكين، شأنه شأن أرسطو، يعمل من منطلق نظرية للفضيلة الأخلاقية؛ فأسمى إشادة لديه مدخرة للخلوقين، للشخصيات ذات الخلق، إذا جاز التعبير، وهؤلاء الأقوام يتخذون قراراتهم بالتفكير فيما إذا كانت الأفعال التي سيقومون بها أفعالا مخلصة، أو شجاعة، أم مجرد أفعال عادية للقيام بها. وغالبا ما يختار أبطالنا في رواية «الهوبيت» طريقا يعتقد الجميع حتى هم أنه من غير المحتمل أن يسفر عن نتيجة إيجابية ؛ فهو فقط الشيء الأخلاقي الذي يجب القيام به.
على سبيل المثال، حين يهرب بيلبو من كهوف الجوبلن، لا يكون لديه أدنى فكرة عما حدث لجاندالف والأقزام؛ لذا فمع تردده في العودة إلى داخل الأنفاق الجبلية المظلمة، نعلم أنه «قد حسم أمره بأن ذلك هو واجبه، وأنه لا بد أن يعود - وكم شعر بتعاسة وبؤس إزاء ذلك - حين سمع أصواتا».
4
ويسهل تعريف واجب بيلبو في هذا الموقف في إطار الفضائل؛ فالشيء الشجاع والمخلص الذي يجب القيام به في حالته هو القدوم لمساعدة أصدقائه.
5
إن شيئا مثل نظرية الفضيلة الأخلاقية لأرسطو من شأنها أن تبث الحياة في قدر كبير من قصة بيلبو، وحتى تولكين يصف المخلوقات المتعددة التي تسكن الأرض الوسطى عن طريق سرد سماتهم الأخلاقية إلى جانب صفاتهم الجسمانية. فحين نلتقي العمالقة، نجد أن «لغتهم ... لم تكن لغة الصالونات الرسمية التي لا تعرف الجدل مطلقا، مطلقا»، ويتبين أنهم فوضويون، ومولعون بالجدل، وليسوا أذكياء للدرجة الكافية. أما الجوبلن، على الجانب الآخر، فهم بارعون إلى حد ما، ولكننا نجدهم مقززين من البداية؛ إذ كانوا يجلدون ويقرصون الأقزام ويخططون لالتهام أحصنة الأقزام. ويخبرنا تولكين أن «الجوبلن قساة القلوب، وأشرار، وذوو قلوب حقودة»؛ ومن ثم يستغلون مهاراتهم لصنع أسلحة الدمار الشامل، مرغمين الكثيرين من أسراهم على العمل عبيدا حتى يموتوا من نقص الهواء والماء.
6
وليس ذئاب الورج الكبيرة الشريرة والذكية أفضل حالا، بل إنهم يتحالفون مع الجوبلن للتخطيط للهجوم على مستعمرات البشر القليلة التي لا تزال متبقية في ظلال الجبال الضبابية.
7
Página desconocida