El Hobbit y la Filosofía: Cuando los enanos y el mago pierden el camino
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Géneros
يبدو تصرف بيلبو سيئا في هذا الاستحواذ السري، لا سيما في ظل علمه بمدى اشتهاء ثورين لهذا الإرث المفقود، ولكن تلك الفعلة وحدها هي ما تجعله فيما بعد يستطيع إعطاء الأركنستون ل «بارد وملك الجن» على سبيل الهبة؛ تلك الهبة التي تؤجل العداوات التي تهدد بإشعال الحرب بين الجن والأقزام والبشر. ولكننا قد نتساءل بشأن هذا التصرف أيضا، مثلما يفعل بارد؛ إذ ليس واضحا أن الحجر ملك لبيلبو كي يهبه. هل بيلبو لص؟ إن أسلوب تفكيرنا بشأن الأهمية الأخلاقية للحظ المحصل سيكون له تأثير خطير على ما نفهمه من هذين التصرفين الخطيرين اللذين أتى بهما بيلبو: أخذ الأركنستون في الخفاء، ثم التسلل لإعطائه لأعداء رفاقه.
إن كلا التصرفين محفوف بالمخاطر؛ فأخذ الحجر يفضي إلى مشكلة لبيلبو حين يراه ثورين بوصفه خيانة. وبينما يؤدي تسليم الحجر إلى بارد وملك الجن إلى إرجاء الصراع الوشيك، كان من الممكن أن يسير الأمر عكس ذلك بسهولة، بالنظر إلى مدى سرعة تصاعد انفعالات ثورين. يختلف الأمر لو كان لدى بيلبو سبب وجيه للاعتقاد بأن الأمور سوف تئول لما آلت إليه. وحينئذ يمكن أن نتساءل عما إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة؛ ذلك اللغز الأخلاقي المعروف لنا جميعا. ولكن حين أخذ بيلبو الحجر، لم يخطر حتى بباله أي من الأحداث الآتية؛ فقد كان مفتونا وحسب بالجوهرة المتلألئة. وعلى الرغم من أنه تمنى لو أن إعطاء الأركنستون ل «بارد وملك الجن» سيحسن بطريقة ما الموقف الرهيب المتصاعد؛ فقد كانت خطة هزيلة ومستبعدة.
هل فعل بيلبو الصواب لمجرد أن كل شيء اتخذ منحى جيدا، حتى على الرغم من أن هذه النتيجة الجيدة لم يكن من الممكن التنبؤ بها بشكل منطقي؟ أم هل فعل بيلبو الشيء الخطأ، على الرغم من النتائج الجيدة التي أفضى إليها؟ من المؤكد أن الأخير يعتبر احتمالا حقيقيا، أليس كذلك؟ فمن الممكن أن يأتي شخص ما بشيء خطأ للغاية، ولكنه قد اتخذ المنحى الأمثل. إذا اعتبرنا أن مخطط بيلبو غير شريف وسيئ الإعداد، إذن فقد نظن أنه قد فعل الشيء الخطأ، حتى لو كانت نواياه طيبة وتصادف أن أفضت تصرفاته إلى نتيجة مرغوبة؛ فلا يمكن للحظ أن يجعل أي تصرف مقبولا أخلاقيا. وعليه تنظر الأخلاق إلى الحظ ببعض الريبة، فيما يبدو، وتنزع الإطراء والمدح عن أولئك الذين يقامرون حين تكون المخاطر في أوجها. ولكن هل يمكن للأخلاق أن ترفض الحظ رفضا تاما؟ (4) من الأفضل أن تكون محظوظا وصالحا
إن فكرة أن الأخلاق تمنحنا حصانة، بطريقة مهمة، ضد شراك الحظ ومهالكه لها تاريخ طويل؛ فقد قال أرسطو (حوالي 470-399ق.م) في مقولة شهيرة وردت في محاورة أفلاطون «الاعتذار» إنه «لا يمكن لرجل صالح أن يحل به أذى سواء في الحياة أو في الموت».
19
وذهب أفلاطون (حوالي 428-348ق.م) إلى أن شخصا عادلا خير من شخص مجحف حتى لو كان الأول يعاني شتى أنواع سوء الحظ، والأخير محظوظا لأقصى حد.
20
أما الأشهر على الإطلاق في هذا المجال، فهو الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724-1804)، الذي أنكر أن قيمتنا الأخلاقية يمكن أن تتأثر بالحظ على الإطلاق؛ فقد ذهب إلى أن «الإرادة الحسنة ليست حسنة بسبب ما تؤثر عليه أو تحققه ... فلا يمكن للنفع أو انعدامه أن يضيف أي شيء لهذه القيمة أو ينزع منها أي شيء».
21
والإرادة المثالية لدى كانط «مستقلة»؛ إذ تعتمد جودتها وخيريتها فقط على تلقائيتها، وليس على أي عوامل خارجية.
Página desconocida