El Hobbit y la Filosofía: Cuando los enanos y el mago pierden el camino
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Géneros
ويؤيد بيتر لامارك نسخة من نظرية الفكر في إطار «التمثيلات الذهنية»؛ إذ «يمكن للتمثيلات الذهنية أو محتويات الفكر أن تكون السبب في مشاعر مثل الخوف والشفقة، بعيدا تماما عن المعتقدات التي قد نحملها بشأن كوننا في خطر شخصي أو بشأن وجود معاناة حقيقية أو ألم حقيقي.»
20
وهكذا يشير لامارك إلى أننا بصدد تعديل شرط الاتساق. فلكي يكون لدينا استجابات حقيقية وعاطفية تجاه شخص ما، لسنا بحاجة للتصديق بأنه موجود بالفعل؛ كل ما نحتاج لفعله هو أن نشكل تمثيلات ذهنية لموقفه.
على عكس شرط الاتساق الأصلي، يتيح لنا هذا الشرط المعدل فهم اندماجنا مع الخيال. فحين نقرأ «الهوبيت»، نتخيل المغامرة الموصوفة في القصة والشخصيات المشاركة فيها، ونستخدم خيالنا لتكوين تمثيلات ذهنية (صور ذهنية) للشخصيات المجسدة. علاوة على ذلك، تعد هذه التمثيلات الذهنية، بالنسبة إلى لامارك، مصدر مشاعرنا؛ فحين نشعر بالشفقة والخوف تجاه الشخصيات الخيالية، تكون التمثيلات الذهنية هي ما نوجه مشاعرنا نحوه. ومن ثم تقدم نظرية الفكر حلا لمفارقة الخيال.
ولكن هل ينبغي علينا أن نقبل نظرية الفكر؟ من ناحية، يبدو أن هناك شيئا صحيحا بشأن ذلك. فنحن نندمج مع الأعمال الأدبية عبر الخيال، ويبدو منطقيا أن تخيلاتنا تلعب دورا في تفسير المفارقة. على الجانب الآخر، حين نفكر بشكل أكثر إمعانا بشأن ما تلزمنا به نظرية الفكر بالضبط، يصبح القبول بالنظرية أصعب. إن الحل الذي يقدمه لامارك لمفارقة الخيال يعتمد على الزعم الجريء بأن «الخوف والشفقة اللذين نشعر بهما تجاه الشخصيات الخيالية هما في الحقيقة موجهان لأفكار في عقولنا.»
21
حين نطالع رواية «الهوبيت»، لا تكون استجاباتنا العاطفية استجابات لشخصية بيلبو نفسه - فهو في النهاية شخصية خيالية نعرف أنها لا وجود لها - ولكن للصور الذهنية التي قمنا بتكوينها له عند القراءة عن مآثره. بالمثل، يعد خوفي من سموج هو في الواقع خوفا من صورتي الذهنية لسموج.
ولكن رغم أن التنانين (لو كان لها وجود) ستكون مرعبة، فإن الصور الذهنية للتنانين ليست كذلك (أو لا داعي لأن تكون كذلك). فالصورة الذهنية للتنين، في النهاية، ليست هي ما ينفث النار، بل التنين نفسه هو من ينفث النار. لذا فأنا لست قلقا من أن صورتي الذهنية لسموج سوف تقتل صورتي الذهنية لبيلبو بهدير عنيف. إنما قلقي من أن يقدم سموج نفسه على قتل بيلبو نفسه بهدير عنيف.
تنشأ مفارقة الخيال الأساسية لأننا لا نستطيع الإجابة عن أسئلة كهذه: «ما» الذي نخافه؟ «من» نشفق عليه؟ إن المشاعر، على عكس الحالات المزاجية، دائما ما تكون موجهة لشيء بعينه؛ فدائما ما يكون لها أهداف. وكما يوضح جوت: «إن أية حالة مزاجية، مثل السعادة أو الحزن، لا تحتاج لأن يكون لها هدف مقصود؛ فبإمكان أحدهم أن يكون سعيدا أو حزينا ببساطة دون أن يكون سعيدا أو حزينا «لأي شيء». أما الشعور، في المقابل، فله هدف مقصود؛ فأنا أخاف شخصا ما، وأشفق على شيء ما.»
22
Página desconocida