Hitta en el Recuerdo de las Seis Sahihs
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Editorial
دار الكتب التعليمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Índices y guías
وَقَالَ عبد الله بن حَمَّاد الاملي لَوَدِدْت أَنِّي كنت شَعْرَة فِي جسده وَكَانَ غَايَة فِي الْحيَاء والشجاعة والسخاء والورع والزهد فِي دَار الدُّنْيَا دَار الفناء وَالرَّغْبَة فِي العقبى دَار الْبَقَاء
وَكَانَ يخْتم فِي رَمَضَان كل يَوْم ختمة وَيقوم بعد صَلَاة التَّرَاوِيح كل ثَلَاث لَيَال بختمة وَقَالَ وراقة كَانَ يُصَلِّي وَقت السحر ثَلَاث عشرَة رَكْعَة وَقَالَ أَرْجُو أَن ألْقى الله وَلَا يحاسبني أَنِّي اغتبت أحدا وَيشْهد لهَذَا كَلَامه فِي التجريح والتضعيف فَإِنَّهُ أبلغ مِمَّا يَقُول فِي الرجل الْمَتْرُوك أَو السَّاقِط فِيهِ نظر أَو سكتوا عَنهُ وَلَا يكَاد يَقُول فلَان كَذَّاب قَالَ وراقة سمعته يَقُول لَا يكون لي خصم فِي الْآخِرَة فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِن بعض النَّاس ينقم عَلَيْك التَّارِيخ يَقُول فِيهِ اغتياب النَّاس فَقَالَ إِنَّمَا روينَا ذَلِك رِوَايَة وَلم نَقله من عِنْد أَنْفُسنَا وَقد قَالَ ﷺ بئس أَخُو الْعَشِيرَة وَقَالَ مَا اغتبت مُنْذُ علمت أَن الْغَيْبَة تضر أَهلهَا
وَكَانَ قد ورث من أَبِيه مَالا كثيرا فَكَانَ يتَصَدَّق بِهِ وَكَانَ قَلِيل الْأكل جدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة مفرطا فِي الْكَرم وَلما قدم نيسابور تَلقاهُ أَهلهَا من مرحلَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَكَانَ الذهلي فِي مَجْلِسه فَقَالَ من أَرَادَ أَن يسْتَقْبل مُحَمَّد بن اسماعيل غَدا فليستقبله فَإِنِّي استقبله فَاسْتَقْبلهُ عَامَّة عُلَمَاء نيسابور فَدَخلَهَا وَلما رَجَعَ إِلَى بُخَارى نصبت لَهُ القباب على فَرسَخ من الْبَلَد واستقبله عَامَّة أَهلهَا حَتَّى لم يبْق مَذْكُور ونثر عَلَيْهِ الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَبَقِي مُدَّة يُحَدِّثهُمْ فَأرْسل إِلَيْهِ أَمِير الْبَلَد خَالِد بن مُحَمَّد الذهلي نَائِب الْخلَافَة العباسية يتلطف مَعَه ويسأله أَن يَأْتِيهِ بِالصَّحِيحِ ويحدثهم فِي قصره فَامْتنعَ البُخَارِيّ من ذَلِك وَقَالَ لرَسُوله قل لَهُ أَنا لَا أذلّ الْعلم وَلَا أحملهُ إِلَى أَبْوَاب السلاطين فَإِن كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى شَيْء مِنْهُ فليحضر إِلَى مَسْجِدي أَو دَاري فَإِن لم يُعْجِبك هَذَا فَأَنت سُلْطَان فامنعني من الْمجْلس ليَكُون لي عذرا عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي لَا أكتم الْعلم فراسله أَن يعْقد لأولاده لَا يحضر غَيرهم فَامْتنعَ من ذَلِك أَيْضا وَقَالَ لَا يسعني أَن أخص بِالسَّمَاعِ قوما دون قوم فحصلت بَينهمَا وَحْشَة واستعان خَالِد بحريث بن أبي الورقاء وَغَيره من أهل الْعلم
1 / 244