Hitta en el Recuerdo de las Seis Sahihs
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Editorial
دار الكتب التعليمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Índices y guías
قَالَ مَالك كتبت بيَدي ألف حَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يتَّفق لأحد مَا اتّفق لمَالِك فَإِنَّهُ روى عَنهُ راويان حَدِيثا وَاحِدًا وَبَين وفاتهما ثَلَاثُونَ وَمِائَة سنة أَحدهمَا مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ أستاذ الإِمَام فَإِنَّهُ روى حَدِيث فريعة بنت مَالك بن سِنَان فِي بَاب سُكْنى الْمُعْتَدَّة عَن مَالك بن أنس وَالْآخر أَبُو حذافة السَّهْمِي تلميذ مَالك وَصَاحب رِوَايَة الْمُوَطَّأ فَإِنَّهُ أَيْضا روى هَذَا الحَدِيث عَنهُ وَمَات الزُّهْرِيّ سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وَأَبُو حذافة سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ ونيف قلت رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن مَالك من قبيل رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَلَا تَخْلُو عَن ندرة وَلأَهل الحَدِيث كتب فِي هَذَا الْبَاب وتفاوت الراويين عَن شيخ وَاحِد هَذَا الْقدر فِي الْوَفَاة أَيْضا لَا تَخْلُو عَن غرابة وَيُقَال لَهُ فِي عرف الْمُحدثين السَّابِق واللاحق
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي شرح نخبة الْفِكر أَكثر مَا وقفنا عَلَيْهِ فِي ذَلِك تفَاوت مائَة وَخمسين سنة ثمَّ أورد لَهُ مِثَالا وَالْغَالِب أَن تفَاوت هَذَا الْمِقْدَار تحصل فِي صُورَة رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَكَانَ مجْلِس الإِمَام مجْلِس الهيبة وَالْوَقار لم تكن فِيهِ الْأَصْوَات وَلَا تسمع فِيهِ لاغية وَكَانَ لَا يقْرَأ لأحد بل كَانُوا يقرأون عَلَيْهِ وَهُوَ يسمع وَكَانَت جمَاعَة من أهل الْعرَاق فِي زَمَانه لَا يرَوْنَ الْقِرَاءَة على الشَّيْخ من وُجُوه تحمل الحَدِيث بل كَانُوا يطْلبُونَ السماع من لفظ الشَّيْخ فَاخْتَارَ أَكثر عُلَمَاء الْمَدِينَة والحجاز هَذَا الطَّرِيق دفعا لوهمهم وَإِلَّا فالمأثور فِي الْقَدِيم هُوَ قِرَاءَة الشَّيْخ على التلميذ
وَقد اتّفق ليحيى بن بكير أَنه سمع الْمُوَطَّأ من مَالك فِي مجْلِس إفادته بقرَاءَته أَربع عشرَة مرّة وَكَانَ مَالك لكَمَال أدبه مَعَ حَدِيث رَسُول الله ﷺ لَا يجلس إِلَّا على هَيْئَة وَاحِدَة فِي إسماع الحَدِيث وإفادته وَكَانَ لَا يقلب رجلَيْهِ ويحتاط فِيهِ احْتِيَاطًا تَاما وَكَانَ مجتنبا عَن الْغَائِط فِي حد الْحرم مُدَّة عمره إِلَّا عِنْد مَرضه وَشدَّة الضَّرُورَة
قَالَ بشر الحافي من زِينَة الدُّنْيَا ونعمتها أَن يَقُول الرجل حَدثنَا مَالك يَعْنِي بلغت أبهة الإِمَام وشوكته مبلغا يعد تِلْمِيذه من جملَة مفاخر
1 / 234