Hitta en el Recuerdo de las Seis Sahihs

Qannawji d. 1307 AH
20

Hitta en el Recuerdo de las Seis Sahihs

الحطة في ذكر الصحاح الستة

Editorial

دار الكتب التعليمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Ubicación del editor

بيروت

البداوة فشغلهم الرِّئَاسَة فِي الدولة العباسية وَمَا دفعُوا إِلَيْهِ من الْقيام بِالْملكِ عَن الْقيام بِالْعلمِ مَعَ مَا يلحقهم من الأنفة عَن انتحال الْعلم لكَونه من جملَة الصَّنَائِع والرؤساء يستنكفون عَن الصَّنَائِع وَأما الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَلم تظهر فِي الْملَّة إِلَّا بعد أَن تميز حَملَة الْعلم ومؤلفوه وَاسْتقر الْعلم كُله صناعَة فاختصت بالعجم وَتركهَا الْعَرَب فَلم يحملهَا إِلَّا المستعربون من الْعَجم فَائِدَة أُخْرَى الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة كَثِيرَة وَهِي علم التَّفْسِير وَعلم الْقِرَاءَة وَعلم الحَدِيث وَعلم الْفِقْه وَعلم الْكَلَام وَعلم العقائد وَغَيرهَا وفروع هَذِه الْعُلُوم وأفضلها رُتْبَة وأكملها شرافة وأعظهما نفعا علم الحَدِيث وَالْقُرْآن وَالنَّظَر فيهمَا لَا بُد أَن يتقدمه الْعُلُوم الْعَرَبيَّة لِأَنَّهُ مُتَوَقف عَلَيْهَا وَهِي علم اللُّغَة والنحو وَالْبَيَان وَنَحْو ذَلِك وَهَذِه الْعُلُوم النقلية كلهَا مُخْتَصَّة بالملة الإسلامية وَإِن كَانَت كل مِلَّة لَا بُد فِيهَا من مثل ذَلِك فَهِيَ مُشَاركَة لَهَا من حَيْثُ أَنَّهَا عُلُوم الشَّرِيعَة وَأما على الْخُصُوص فمباينة لجَمِيع الْملَل لِأَنَّهَا ناسخة لَهَا وكل مَا قبلهَا من عُلُوم الْملَل فمهجورة وَالنَّظَر فِيهَا مَحْظُور وَإِن كَانَ فِي الْكتب الْمنزلَة غير الْقُرْآن كَمَا ورد النَّهْي عَن النّظر فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل ثمَّ إِن هَذِه الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة قد نفقت أسواقها فِي هَذِه الْملَّة بِمَا لَا مزِيد فِيهِ وانتهت فِيهَا مدارك الناظرين إِلَى الْغَايَة الَّتِي لَا فَوْقهَا وَحدثت الاصطلاحات ورتبت الْفُنُون وَكَانَ لكل فن رجال يرجع إِلَيْهِم فِيهِ ووضاع يُسْتَفَاد مِنْهُم التَّعْلِيم واختص الْمشرق من ذَلِك وَالْمغْرب بِمَا هُوَ مَشْهُور مِنْهَا وَكتب الْعلم كَثِيرَة لاخْتِلَاف أغراض المصنفين فِي الْوَضع والتأليف وَقد دون أَسمَاء تدويناتهم صَاحب كشف الظنون على وَجه الِاسْتِقْصَاء ولعمري إِنَّه أجدى من تفاريق الْعَصَا فَائِدَة أُخْرَى المؤلفون الْمُعْتَبرَة تصانيفهم فريقان الأول من لَهُ فِي الْعلم ملكة تَامَّة ودراية كَامِلَة وتجارب وَثِيقَة

1 / 31