Hinduismo: Una introducción muy corta
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
تعد أقلية المنبوذين ذات العدد الكبير - شأنها شأن النساء - جماعة غير متجانسة؛ فهي مقسمة حسب الطائفة واللغة. وقد صعبت هذه الاختلافات الداخلية العمل المشترك بين أفرادها، لكن بحلول السبعينيات من القرن العشرين كانت ثمة هوية جديدة ومنفصلة تبدأ في الظهور بفضل أنشطة الكتاب والجماعات الشعبية الصغيرة بجميع أنحاء الهند. ركز هؤلاء الناس على وضعهم العام بوصفهم «داليت»؛ أي أشخاصا «كسروا» و«تشرذموا» و«قهروا». ومن خلال المؤلفات والأعمال الاحتجاجية، والصحف والمجلات مثل «ذا داليت فويس»، وأعمال المقاومة المحلية، وتدخلات أعضاء البرلمان المنتمين للطوائف المجدولة في الحوار السياسي؛ بدأ المنبوذون وأفراد القبائل الهندية العمل معا ومحاولة توصيل أصواتهم. ودعاهم زعماؤهم إلى اعتناق الإنسانوية العلمانية بوصفها عقيدة أخلاقية تقوم على الخير الحالي للإنسانية، وإلى رفض القوانين والواجبات المقسمة القائمة على التسلسل الهرمي والمرتبطة بالهندوسية المحافظة والتركيز الأخروي للدين بوجه عام. لقد كان تفكير المنبوذين «مناهضا للثقافة السائدة»، والهدف منه هو المطالبة بتاريخ وهوية بديلين لا يرتبطان بأيديولوجية الهندوسية البرهمية السائدة، لكن يمكنهما تقديم سبيل للوصول إلى مستقبل أكثر عدالة وانفتاحا. ومثلما كتب الشاعر الجوجاراتي المنبوذ، نيراف باتيل، في قصيدته «الاحتراق على كلا الجانبين»:
يمكننا أن نحب بعضنا بعضا
إذا تخليت عن طابعك المتحفظ.
تعال وتواصل معنا، وسوف نصنع عالما جديدا؛
يختفي فيه
الغبار والقذارة والفقر والظلم والقهر. (5) الدين والاحتجاج
تحول الكثير من الناس في حركات المنبوذين والحركات النسائية المعاصرة من الحلول الهندوسية إلى الحلول العلمانية أملا منهم في تحقيق المساواة والعدل. وكانت ثمة آمال عريضة، بعد استقلال الهند، في أن تحدث حكومة الهند العلمانية تغييرا في وضع كلتا هاتين الفئتين عن طريق القانون، لكن ذلك التغيير كان بطيئا على نحو محبط. وحتى عند سن قوانين جديدة، اتضحت صعوبة فرض تنفيذها في مواجهة مكانة التقاليد الدينية والاجتماعية وقوة المصالح.
لكن العلمانية لم تكن الملاذ الوحيد للجماعات المقهورة؛ فمثلما رأينا، في العصور التي لم تكن فيها العلمانية خيارا بعد، رأت النساء وأفراد الطوائف الدنيا أن البهاكتي يمنحهم احترام الذات ويتيح لهم فرصة للتحرر. وقد كانت حركات التنترا والشايفا أكثر استيعابا للأفراد من حركات الفايشنافا، لا سيما في الجنوب؛ حيث كانت معارضة المنهج المحافظ البرهمي في أقوى صورها. وكانت للديانات غير المحلية جاذبيتها أيضا، خاصة لمن ينتمون للطوائف الدنيا؛ فاعتنقت أسرة الشاعر كبير الإسلام، مثلما رأينا في الفصل السادس، وفي القرن التاسع عشر، استجاب بعض المنبوذين لضغوط الإرساليات المسيحية (الأمر الذي أثار ردة فعل قوية من جانب حركات إحياء الدين الهندوسية التي بدأت حملاتها الخاصة للتواصل مع الطوائف الدنيا). وفي العصر الحالي أيضا، نحو 80 في المائة من مسيحيي الهند من الجماعات المنبوذة.
لقد كان اعتناق هوية دينية جديدة تقدم المساواة والحرية، والتنصل من الهوية القديمة بكل ما تحمله من صور الظلم المتأصل فيها؛ استراتيجية مهمة للمنبوذين؛ فسار بعضهم على خطا أمبيدكار باعتناق البوذية، بينما صار آخرون من السيخ، لكن هذه الأديان الأخرى لم تلب دائما احتياجاتهم تلبية مرضية؛ على سبيل المثال، كان يطلق على من يعتنقون السيخية اسم «مذهبي سيخ»، ويتم التفريق بينهم بوضوح وبين السيخ الذين ينتمون للطوائف الأعلى؛ ومن ثم، بدأ المنبوذون في إنشاء مجتمعات دينية خاصة بهم، واتخذوا شخصيات ورموزا دينية يعتقدون أن بإمكانها التأكيد على إنسانيتهم وتحريرهم من القهر كمرجعية لهم، فربطت جماعات مختلفة من المنبوذين البنجاب أنفسهم بفالميكي (الراوي الشهير لملحمة «رامايانا»)، ووقرت رافيداس (الشاعر البهاكتي المنبوذ)، وقامت المنظمات الدينية حولهم.
لم يكن قلب الرموز والتقاليد الهندوسية باعتباره نوعا من الاحتجاج بالأمر الجديد؛ فعلى مدار قرون في جنوب الهند، أثبت من لا ينتمون للطوائف العليا هويتهم الطائفية الدنيا الدرافيدية الهدامة عن طريق رواية قصة ملحمة «رامايانا» بجعل رافانا بطلا وراما (الذي يمثل نظرة البراهمة للعالم في شمال الهند) شريرا. للنساء الريفيات أيضا، كما رأينا في الفصل الرابع، روايتهن الخاصة للقصة، التي تناقض الروايات الأكثر تقليدية.
Página desconocida