India después de Gandhi: La historia de la democracia más grande del mundo

Lubna Cimad Turki d. 1450 AH
76

India después de Gandhi: La historia de la democracia más grande del mundo

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

Géneros

54

وحينها قال النظام إنه سيوقع معاهدة مع الهند، ولكن ليس صك انضمام. وفي أواخر نوفمبر 1947، وافق على توقيع «اتفاقية تجميد الوضع»، التي استمرت بمقتضاها الترتيبات التي كانت قائمة بين حيدر أباد والراج البريطاني مع الحكومة الوريثة له. فكسب الطرفان بذلك بعض الوقت؛ بالنسبة إلى النظام حتى يعيد النظر في سعيه إلى الاستقلال، والهنود حتى يجدوا سبلا أفضل لإقناعه بالانضمام.

وبمقتضى تلك الاتفاقية، أوفد كل من النظام والحكومة الهندية نوابا عنهما في أرض الآخر. كان النائب عن الحكومة الهندية هو كيه إم مونشي؛ الحليف المؤتمن لدى فالابهاي باتيل، وكان النظام قد عين ديوانا جديدا في شهر نوفمبر، مير لائق علي، وهو رجل أعمال ثري معروف عنه تعاطفه مع باكستان. عرض لائق علي تضمين بعض الممثلين عن الهندوس في حكومته، ولكن حزب مؤتمر الولاية رأى ذلك العرض هزيلا جدا ومتأخرا للغاية. وعلى أي حال، كانت السلطة الحقيقية قد انتقلت آنذاك إلى جماعة رضا كار وقائدها قاسم رضوي. وبحلول مارس 1948، كان عدد أعضاء اتحاد المسلمين قد بلغ مليونا، عشرهم مدربون على حمل السلاح، واتخذ كل عضو في جماعة رضا كار موثقا من الله بأن «يحارب حتى الرمق الأخير للحفاظ على غلبة القوة الإسلامية في الدكن».

55

في أبريل عام 1948، زار أحد مراسلي صحيفة «ذا تايمز» اللندنية حيدر أباد، وأجرى حوارا مع قاسم رضوي، ووجد أنه «خطيب شعبي متطرف ذو ملكات تنظيمية عظيمة، فهو ممتاز في دور «المحرض»، وآسر حتى عند لقائه وجها لوجه».

56

أما رضوي فرأى نفسه الزعيم المنتظر لدولة إسلامية، زعيما على شاكلة جناح بالنسبة إلى الحيدر أباديين، وإن كان أكثر تشددا. وقد احتلت لوحة الزعيم الباكستاني مكانا بارزا على جدار حجرته. وأخبر رضوي صحفيا هنديا أنه يكن إعجابا شديدا لجناح، وأضاف أنه «متى راودتني الشكوك أذهب إليه للمشورة، وهو لا يضن علي بها أبدا».

يظهر رضوي في الصور بلحية كثة، فقد بدا «أشبه بمفستوفيليس (رمز الشيطان في حكايات شعبية ألمانية) شرقي»،

57

وكان أكثر ملامحه لفتا للانتباه هو عيناه الناريتان «اللتان تشع منهما نيران التطرف». كان يزدري حزب المؤتمر ويقول: «لا نريد حكم البراهمة أو التجار الهندوس هنا.» وعندما سئل عن الجانب الذي سينحاز إليه إذا ما حدث صدام بين باكستان والهند، أجاب رضوي بأن باكستان قادرة على تدبر أمرها، ولكنه أردف قائلا: «أينما تضررت مصالح المسلمين، فستجدون اهتمامنا وتعاطفنا. ذلك ينطبق على فلسطين أيضا بالطبع؛ فحتى إن تضررت مصالح المسلمين في الجحيم، فستميل قلوبنا تعاطفا معهم.»

Página desconocida