India después de Gandhi: La historia de la democracia más grande del mundo
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Géneros
يجب على غير الهندوس في الهند إما أن يتبنوا الثقافة واللغة الهندوسية، ويتعلموا الديانة الهندوسية ويحترموها ويوقروها، ولا يخطر ببالهم سوى إجلال العرق والثقافة الهندوسيين ... باختصار لا بد أن يكفوا عن التصرف كأجانب، وإما أن يبقوا في البلاد في ظل تبعية تامة للأمة الهندوسية دون مطالبة بشيء، ولا استحقاق لامتيازات، وبالتأكيد دون أي معاملة تفضيلية ولا حتى حقوق مواطنة.
33
وفي يوم الأحد 7 ديسمبر 1947، نظمت منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج مسيرة حاشدة بساحة رامليلا في قلب دلهي. ألقى إم إس جلوالكر الخطاب الرئيسي. وحسب صحيفة «هندوستان تايمز»، فقد نفى جلوالكر أن منظمته تستهدف إقامة حكم هندوسي، ولكنه أصر على التالي: «إننا نبتغي وحدة المجتمع الهندوسي. وبوضع ذلك الهدف السامي نصب أعيننا، ستمضي المنظمة قدما دون التفات لأي سلطة أو شخص.»
34
السلطات التي قصدها كانت حزب المؤتمر وحكومة الهند. أما الأشخاص فنهرو وغاندي، اللذان شعر اللاجئون المتعاطفون مع منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج بمشاعر عدائية قوية تجاههما، وكانت اجتماعات غاندي تتعطل بسبب لاجئين معترضين على تلاوة آيات من القرآن، أو آخرين هتفوا بشعارات تتساءل عن سبب عدم حديثه عن معاناة الهندوس والسيخ الذين ما زالوا يعيشون في باكستان. الحقيقة أن غاندي - كما كتب تندولكار - «كان منشغلا بالقدر ذاته بمعاناة الأقلية في باكستان، وود لو أمكنه الذهاب لنجدتهم، ولكن كيف يتجرأ على الذهاب هناك الآن، في حين أنه لا يستطيع أن يكفل الإنصاف الكامل للمسلمين في دلهي؟»
مع استمرار الهجمات على المسلمين، قرر غاندي أن يلجأ إلى الصيام مجددا؛ فبدأ صيامه يوم 13 يناير، موجها إياه إلى ثلاث جهات مختلفة: أول جهة كانت شعب الهند؛ فإليه أشار ببساطة أنه إذا كان لا يؤمن بنظرية الدولتين، فعليه أن يثبت في عاصمته المختارة - «المدينة الخالدة» دلهي - أن الهندوس والمسلمين يمكن أن يتعايشوا في سلام وأخوة. أما الجهة الثانية فكانت حكومة باكستان، فقد سألها: «إلى متى يمكنني أن أركن إلى صبر الهندوس والسيخ، على الرغم من صيامي؟ على باكستان أن تضع حدا لذلك الوضع» (أي، إخراج الأقليات من أرضهم).
وأخيرا وجه غاندي صيامه إلى حكومة الهند؛ فقد احتجزت حصة باكستان من «تسوية الاسترليني» التي كانت بريطانيا تدين بها للدومنيونين؛ وهو دين تحملته مقابل إسهامات الهند إبان الحرب العالمية الثانية. كانت التسوية قدرها 550 مليون روبية، وهو مبلغ لا بأس به؛ فرفضت نيودلهي الإفراج عن النقود؛ لأنها كانت غاضبة من باكستان إثر محاولتها الأخيرة الاستيلاء على ولاية كشمير. رأى غاندي أن ذلك تصرف كيدي لا داع له؛ لذا اشترط منح باكستان المال المستحق لها لإنهاء صومه.
قررت حكومة الهند ليلة 15 يناير أن تفرج عن الأموال المستحقة لحكومة باكستان، وفي اليوم التالي وقع أكثر من ألف لاجئ إقرارا مفاده أنهم سيرحبون برجوع المسلمين المهجرين من دلهي، ويسمحون لهم بالعودة إلى ديارهم، ولكن غاندي كان يرغب في ضمانات أكثر موثوقية. في ذلك الوقت، راحت صحته تتدهور بسرعة، فبدأ يعاني فشلا كلويا، وانخفض وزنه، وصار الغثيان والصداع ملازمين له. أصدر الأطباء تحذيرا قائلين: «من واجبنا أن نخبر الناس أن يتخذوا خطوات فورية لاستيفاء الشروط اللازمة لإنهاء الصوم دون إبطاء.»
وفي 17 يناير تشكلت لجنة سلام مركزية بقيادة رئيس الجمعية التأسيسية راجندرا براساد، وتضمنت أعضاء آخرين من حزب المؤتمر، كما تضمنت ممثلين عن منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج وجمعية العلماء وهيئات سيخية. وصبيحة يوم 18 يناير حملوا إقرارا مشتركا لغاندي أرضاه بما يكفي لكسر صيامه؛ فقد تعهد ذلك الإقرار بالآتي: «إننا سوف نحمي حياة المسلمين وممتلكاتهم ودينهم، ولن تتكرر الأحداث التي وقعت في دلهي ثانية.»
35
Página desconocida