أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، السَّابِقُ إِلَى التَّصْدِيقِ، الْمُلَقَّبُ بِالْعَتِيقِ، الْمُؤَيَّدُ مِنَ اللهِ بِالتَّوْفِيقِ، صَاحِبُ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْحَضَرِ وَالْأَسْفَارِ، وَرَفِيقُهُ الشَّفِيقُ فِي جَمِيعِ الْأَطْوَارِ، وَضَجِيعُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الرَّوْضَةِ الْمَحْفُوفَةِ بِالْأَنْوَارِ، الْمَخْصُوصُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ بِمَفْخَرٍ فَاقَ بِهِ كَافَّةَ الْأَخْيَارِ، وَعَامَّةَ الْأَبْرَارِ، وَبَقِيَ لَهُ شَرَفُهُ عَلَى كُرُورِ الْأَعْصَارِ، وَلَمْ يَسْمُ إِلَى ذُرْوَتِهِ هِمَمُ أُولِي الْأَيْدِ وَالْأَبْصَارِ، حَيْثُ يَقُولُ عَالِمُ الْأَسْرَارِ: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ [التوبة: ٤٠] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْآثَارِ، وَمَشْهُورِ النُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِيهِ وَالْأَخْبَارِ الَّتِي غَدَتْ كَالشَّمْسِ فِي الِانْتِشَارِ، وَفَضَلَ كُلَّ مَنْ فَاضَلَ، وَفَاقَ كُلَّ مَنْ جَادَلَ وَنَاضَلَ، وَنَزَلَ فِيهِ: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ [الحديد: ١٠]. تَوَحَّدَ الصِّدِّيقُ فِي الْأَحْوَالِ بِالتَّحْقِيقِ، وَاخْتَارَ الِاخْتِيَارَ مِنَ اللهِ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الطَّرِيقِ، فَتَجَرَّدَ مِنَ الْأَمْوَالِ