وهي - كذلك - إذا بقيت طول يومها تعنفهن وتسبهن وتلومهن جعلت بيتها عرضة للاضطراب والارتباك؛ فخير وسيلة لمعاملة الخدم والانتفاع بهم مع اتقاء شرهم أن تظهر ربة المنزل للخادم أو الخادمة خطأها إذا لحظت عليها ذلك، وترشدها إلى طريق الصواب، فإذا عادت الخادم إلى الخطأ وجب على السيدة توبيخها بلطف، أما إذا لحظت السيدة خطأ لا يستحق الذكر؛ فالواجب في مثل هذه الحال إغفاله وغض الطرف عنه.
ويجب على المرأة العاقلة أن تكون شفوقة القلب على خدمها؛ لضعفهم وفقرهم، وأن تظهر أمامهم بمظهر الحاكم الشديد الذي لا يرحم إذا رأى اعوجاجا، ولا يظلم إذا رأى استقامة، ولا مانع من تعضيد الخادم بالمال في وقت الحاجة، ولكن لا بد أن يكون ممن يستحقون المساعدة والإحسان. (5) عيوب المرأة
عيوب المرأة خمسة: العصيان، والشره، والغيبة، والغيرة، والرعونة، ولا ريب في أن هذه الصفات أو بعضها لاصقة بأغلب النساء، وهذه النقائص هي التي سببت نقص الإناث عن الرجال، وجعلت الرجال قوامين على النساء؛ فمن تربت تربية حسنة ورأت في نفسها كل تلك العيوب أو بعضها؛ فعليها أن تسعى جهدها في علاج نفسها بأن تحاسبها على ما تقترف من الذنوب.
ولا ريب في أن رأس تلك المعايب: النقيصة الخامسة، وهي الرعونة؛ لأنها إذا كانت متمكنة من امرأة حجبت عنها النور والضياء، وأعمتها عن واجباتها؛ فتصبح ولا فرق عندها بين ما يستحق الشكر وما يستدعي اللوم والتأنيب، وقد تنال الرعونة من بعض النساء أكثر من ذلك، فيصبحن عاجزات غافلات عما يجلبنه بأعمالهن لأزواجهن من الهموم والمصائب.
ومن نكد الرعونة على المرأة أنها إذا سبت الأبرياء، وحقدت على الأصدقاء، وأثنت على شخصها واغتابت غيرها لا تدري أنها عدوة نفسها، وأنها وحدها جديرة باللوم والتعنيف، وقد تسبب هذه الرعونة تساهل المرأة في تربية أولادها؛ فيشبون على عيوب تضرهم في حياتهم، فإذا كبروا ونموا وعاشروا الناس وخالطوهم وامتزجوا بهم فطنوا إلى أن أمهاتهم هن اللواتي جنين عليهم، وسببن بؤسهم وشقاءهم. •••
قرأنا في أساطير الأولين أن عادات الأقدمين ترك المولود إذا كان أنثى ثلاثة أيام على الأرض؛ رمزا إلى أنها أقل من الرجل، وأنها جديرة بأن تكون خادمة وأن يكون سيدها.
فيجب على المرأة أن تجتنب الكبرياء ما أمكن، ولو كان في صفاتها ما يستلزم الإعجاب، وإذا اقترفت ذنبا؛ فعليها أن تجتهد بما في وسعها في التكفير عنه، وأن تحترس من الوقوع فيه وتعريض نفسها للوم والمذمة، فإذا قامت المرأة بكل تلك الواجبات؛ فإنها بلا ريب تعيش في دارها مع زوجها وأولادها عيشة راضية. •••
أيها الآباء والأمهات، علموا هذه النصائح بناتكم منذ نعومة أظفارهن، واقرءوها لهن وهن في المهد بدلا من الأغاني والأناشيد، وإذا شببن فكلفوهن بنقشها على صفحات القلوب؛ فإنكم إذا زودتم بناتكم بتلك الجواهر لدى أزواجهن كان ذلك أثمن وأفضل وأنفع من سائر الحلي والحلل التي تفتخرون بها؛ لأن الثياب والجواهر تفنى وتذهب، ولكن تلك الجواهر الحقيقة تبقى على الدوام سببا للراحة والسعادة المنزلية. ولله من قال: «إن الرجل ينفق ألف ألف من الذهب في تجهيز ابنته للزواج ولا يدري كيف يصرف مائة ألف في تعليمها وتهذيبها!» فليفقه الآباء والأمهات معنى تلك الكلمات.
Página desconocida