130

============================================================

لايتاله شىء من هسذه ولا يغلبه شىء، ولا يفصبه قاصب، ولا يضره كيد حاسد. ثم إن صاحب العقل إن حرم المال عاش [28ب] بعقله، وصاحب الحهل لايعيش بماله . وذلك أن من لم يعش بعقله حرم معرفة الفصل (1) بين الحسن والقبيح ، والنظر فى عواقب ما يجمل ويحل، وما لا يجمل ولا يحل .

ولا خبر فى حياة من فاتته(2) هذه الخصال، لاسيما الملوك ، فانهم إلى هذه الأشياء أحوج ، إذ هم الساسة والرؤساء ، وسائر التاس أتباع، وهم إلى إصلاح أنفسم أحوج، إذ كانت الرعية إنما تصلح بصلاحهم؛ وفساد الناس يكون بفسادهم ، فلا قوام للرعية إلا بالراعى، ولا قوام للبدن إلا بالرأس، ولا قوام للملك إلا بالهيبة، ولا هيبة للملوك إلا بالعدل . وحاجة الاأدب والمروءة إلى العقل كحاجة البدن إلى الغذاء، وحاجة البلد (4) إلى العمارة والمساء: فالآداب والمروءات محتاجة إلى العقل ، والعقل غنى عنها . ويدل على العقل حسن منافع العقل فى اجتناب الخطايا . والسعادة مقروثة بالعقل : فمن رزق العقل دله على أسباب السعادة ، ومن يرزق (4) السعادة لم تبق له غاية يطلبها، لأن السعادة غاية كل مطلوب.

وقال ريس القوم: علامة العقل أن يرى العبد (5) حارسا لنفسه من نفسه ، ولأناته من بادرته ، ويروض صعب الهوى حى يذله للعقل، فان العقل والهوى ختلفان : اختلفا على هذه النفس فى موافقها وخالفتها : فالعقل لها شجن، والهوى لها سكن . وذلك أن الهوى بهدى إليها (6) الشهوات واللذات ، والعقل بمنعها (2) من ذلك إلا فيما بحل ويجمل، ويحذرها من العواقب . فالنفس إلى ما قارب الهوى أسرع ، ومن كل ما يثقل عليها أجزع.

ثم قال هم الملك : اتفقوا على كلمة تجمع المكارم فى إيجاز وإحاطة [129] بارادة المريد ذلك قايتدأ رئيس القوم فقال : من استصغر كبير (4) ما يؤى 1) ص: ف: الفضل(2) ص: فاته (3) ص : وحاجة البدن البلد الى العمارة (5) ف : الانسان (4) ف: رزق، 2) ف: منعها الا (1) ف: لها (4) ف: كثير.

Página 130