Cuentos Populares Árabes
الحكايات الشعبية العربية
Géneros
إذا كان الهدف الأخير لهذه الدراسات في حقل الفولكلور - وأخصه الحكايات والقصص وأشلاء الأساطير من خرافية لطوطمية، لشعائرية، لتعليمية - هو إعادة التعرف على طفولة وتطور وتحولات المخيلة البشرية، بهدف إعادة صياغة الإنسان العربي المتقدم الجديد، الذي لا بد وأن تشكل مثل هذه التركة المتوارثة المتواترة جوهر بنيته الفوقية الثقافية بالمعنى المتفق عليه أنثروبولوجيا - أي بالمعنى الحضاري الشامل لكل ممارسة أخلاقية وسلوكية - بدءا من شعائر الجماع والطعام والتطهر، وانتهاء بالممارسة السياسية على طول الكيانات العربية، والتي فيها وعبرها تتفجر أقصى طاقات الخلق عبر كلا الفكر والفعل المكتمل والمتحقق في الثورة.
فحصيلة مثل هذه التركة الفولكلورية، ولنقل الماضي الحي، ما هي سوى «الحياة الواقعية» بفجاجتها وبهيميتها ومأساويتها في ذات الآن.
ففي إعادة الصحوة لسلبيات مثل هذا التراث قبل الإيجابيات والقوى الدافعة القادرة على تحويل جدلية الممارسة الحاضرة إلى ممارسة اجتماعية واعية، مجالها الأخير هو التنمية والتحولات الاجتماعية والتنوير.
وهو ما حدث بالنسبة للعالم المتحضر شرقا وغربا، منذ أن ارتاد الأخوان جريم هذا الحقل - أي الفولكلور - كنواة علم خاصة في موسوعتهما المعروفة المتصلة بدراستنا هذه عن الحكايات الفولكلورية العربية، وهي حكايات الأطفال والبيت وكتاب «الادا» و«هنريش المسكين»، وهي الكتب الثلاثة المهمة التي شهد صدورها مطلع القرن 19؛ عصر الصناعة الحديثة المصاحبة للتنوير في الغرب عامة.
فالملفت أن هذين الأخوين اعتبرا - منذ مطلع القرن الماضي - الحكايات الشعبية حطام أساطير أو بقاياها وأشلاءها المتأخرة.
وهذا صحيح إلى حد كبير، إذا اعتبرنا أن الأسطورة ما هي سوى مرادف للدين والقوى العلوية السماوية لعالم الأرباب الطوطمية والآلهة.
ونظرا لحلول الأديان التوحيدية - من يهودية ومسيحية وإسلامية - توارت أساطير ما قبل التوحيد لعالم الآلهة وقواها السماوية؛ ومن هنا تستر الآلهة تحت جلد الملوك والحكام ذوي البصيرة الخارقة، كما يتضح في جانب كبير واضح من حكايات وفابيولات هذا الكتاب.
فإذا ما اعتبرنا الفولكلور صدى للماضي، إلا أنه في ذات الوقت صوت الحاضر المدوي.
إنه الماضي الحي، بوظيفته الاجتماعية والاحتجاجية، كانعكاس ومعادل للصراع الطبقي وسلاح له كما يقول يوري سوكولوف.
لكن على أن هذا السلاح سيكون في صف الثورة مرة، ومعاكستها الثورة المضادة في معظم المرات، ولنقل التوالي التاريخي، وتواتر جزئيات هذا التراث المتوارث تحت مختلف المؤثرات والمعوقات والضغوط، سواء أكانت العادة وثقلها، أو اللغة وسحرها كوعاء أو علامات كلامية، هي في أحسن حالاتها وأحوالها تلعب دور الحارس الماثل على الدوام، في حفاظه على البنية الأسطورية، وبالتالي الخرافية، وبالتالي - أكثر - الاجتماعية الطبقية.
Página desconocida