Cuentos Populares Árabes
الحكايات الشعبية العربية
Géneros
ولعله بذاته ما لا نزال نعايشه على طول الكيانات العربية - خاصة الأوطان والمجتمعات الأكثر جدبا وفقرا - وتعكسه حكاياتها وفابيولاتها، سواء على المستويات الوحشية - ولنقل: الحيوانية - سواء في تقديس الحيوانات من حمير - آلهة - (سنفرد لها فصلا خاصا) لماعز وكلاب وجمال، مرورا بالطيور من أبي قردان للغراب النوحي وهدهد سليمان وحمام الأرض الموعودة وحمامة الأيك، ثم الزواحف والحشرات من سحال وعناكب وضفادع، خاصة الحيات التي ما تزال تحمل لها المأثورات والتعابير الشفهية التسمية الأولى التي عرفها بها جلجاميش حين أطلق عليها - بعد سرقتها لماء الحياة أو نبات يعيد الشيخ إلى صباه - منذ خمسين قرنا: أسد التراب.
الحكايات الطوطمية
فما أكثر تردد جزئية أو فكرة علاقة الإنسان بالحيوان وزواحف الأرض من ثعابين وأبراص وحيات ، خاصة تلك الحية التي يتعرفها بطل الحكاية أو الخرافة، حين يصادفها تخون زوجها الثعبان وتزني فيقتلها أو يرجمها، فيكافئه زوجها أو حبيبها، وقد يدله على كنز، أو ينقذه من أسر أو شر يلحق به.
ولعل الخرافة التي جاءت بها المصادر العربية المدونة - الأغاني: 23، 405، 409 بيروت، وعجائب المخلوقات، ص215، القاهرة 1956م - عن ذلك الشاعر الجاهلي «عبيد» الذي أتاه الهاتف في المنام بكبة من شعر
10 - بفتح الشين - ألقاها في فمه، فقام يرتجز الشعر، مع ملاحظة العلاقة بين الشعر والشعر التي لا تهمنا هنا، سوى أن عبيدا هذا أصبح شاعر بني أسد، وكان يسير في قافلة «وهم بشجاع يتمعل على الرضماء فاتحا فاه من العطش، فنزل وسقى الشجاع حتى روي وانتعش، وانساب في الرمل».
والشجاع هنا هو الحية الفخمة التي زارت عبيدا في المنام وأنشدته شعرا، وأهدته بكرا أو جملا فتيا أنقذه - فيما بعد - من تيه الصحراء.
بل إن هذه الجزئية أو التضمينة - لقتل الحية أو الثور
11
الزاني - التي حدد عمرها وموطنها الأول مهاجرة من المؤلف الهندي الكلاسيكي مونباتيكاريترام الذي عرفه تيودور بنفي وموقعه من تراث الحكايات الهندية، وهو ما سنتعرض له في حينه.
فالأخذ بالثأر والانتقام ونداء الدم وروابطه السحرية لا يقتصر على الإنسان، بل يشمل الحيوان، ويتبدى في الفولكلور العربي بكثرة ملفتة، وهو ما سبق للدارسين تتبع آثاره الهمجية والمعاشة في الخرافات المتبقية، فحتى وقت قريب كانت تعقد المحاكمات لمحاكمة وإدانة «الحيوانات التي تؤذي الزرع كالفئران مثلا، وكانت هذه الحيوانات تستدعى للمثول أمام القضاء، ويعين لها مدافعون عنها، فإذا لم تحضر الفئران حكم عليها بالنفي أو الحرمان من رحمة الكنيسة».
Página desconocida