ويتناول الخامس فتدمع عيناه رغم قوة إرادته، ويسعل بشيء من العنف .
وعقب تناول السادس يبدو كأنه يقاوم عدوا مجهولا اندس في أعماقه، وتفيض عيناه بالدمع!
وهو يأكل السابع يسيل الماء من أنفه ويصطبغ أنفه بحمرة عميقة .. ويصيح بعض ضعاف القلوب: أوقفوا الرهان!
ولكنه يرفض بحركة من رأسه دون أن ينبس وكأنما لا يستطيع النطق.
ويلتقي ماء عينيه بماء أنفه في مجرى على ذقنه وعنقه، وينتابه سعال متقطع.
ويستحيل وجهه قرمزيا وتنتفخ شفتاه، ولكنه يلتهم القرون حتى آخرها وسط التهليل والتصفيق، ويربح!
ولكن لعله لا يشعر للنصر بلذة، إنه صامت محتقن زائغ البصر، وعلى هذه الحال ندخل حصة الدين، والشيخ يطارده بالتسميع لما هو معروف عنه من الإهمال والشقاوة، يقول له: إبراهيم توفيق، سمع
تبارك الذي .
ويلبث إبراهيم صامتا مغمورا بهمومه الخفية، فيصيح به الشيخ: قف يا ولد وسمع.
ولكن إبراهيم لا يتحرك، على حين تصدر من الأركان همهمة يظنها الشيخ لعبة متفقا عليها فيصيح: الأدب يا أولاد الكلاب، قم يا مجرم .. قم لا بارك الله فيك ولا فيمن أنجبك!
Página desconocida