ويعشق الترحل، وما أن يجربه حتى يخلب لبه، فهو يوما بالإسكندرية ويوما في أسوان، ويزور البلاد العربية، بل ويغامر برحلات في أوروبا.
عندما تعجبه بقعة من الأرض يفتتن بها، ويصرح بأنه لن يبرحها حتى نهاية العمر، ثم يعتادها ويروم غيرها، ويعذبه عشق الأماكن كما عذبه عشق النساء والمال وغيرها من قبل، وبين كل رحلة وأخرى يرجع إلى حارتنا لرؤية الأصدقاء وعقد الصفقات.
ويجلس ذات مساء بين أصدقائه من تجار المخدرات فيتساءل: ماذا يمكن أن يصنع الإنسان أيضا؟
ويحدثهم عن رحلاته وهم يتابعونه بغير مبالاة، شأن من لا يغادر الحارة إلا لضرورة.
ويتساءل عكلة: ترى أين جبال الواق؟
ثم يتساءل مرة أخرى: وأين سور الدنيا؟ وإذا أطل الإنسان منه فماذا يجد؟ •••
وتترامى عنه أخبار وأخبار.
يقال إنه أدمن الشراب، يقال إنه يدمن المقامرة، يقال إنه يرتكب حماقات لا عد لها ولا حصر.
ويطول غيابه في الخارج حتى يظن أنه لن يرجع.
واعتبره الأهل مفقودا.
Página desconocida