المهرج والقروي
في سوق موسمية ريفية كان هناك مهرج جعل الناس يغرقون في الضحك بتقليد الحيوانات المختلفة، وفي ختام عرضه أخذ يصيء كالخنزير، فكان صوته مطابقا لصوت الخنزير بحيث ظن المتفرجون أنه يخبئ خنزيرا بالقرب منه.
إلا أن قرويا من الحاضرين قال: «أتسمون هذا صوت خنزير؟! هذا أبعد ما يكون عن صوت الخنزير. أمهلوني حتى الغد وأنا أريكم كيف يكون صوت الخنزير.» وضحك الجمهور. ولكن في اليوم التالي حقا ظهر القروي على المسرح وخفض رأسه وصرخ صرخة قبيحة دفعت الجمهور إلى أن يزجره ويلقي بالحجارة عليه ليسكت.
هنا صاح القروي: «أيها الحمقى، انظروا ماذا كنتم تزجرون.» ورفع لهم خنزيرا صغيرا كان يقرص أذنه لكي يجعله يطلق الصرخات. ••• «كثيرا ما يصفق الناس للشيء الزائف ويخرسون الشيء الحقيقي.»
العجوز وجرة النبيذ
اعلم أن العجائز يرغبن أحيانا في كأس من النبيذ. صادفت واحدة من هؤلاء ذات مرة جرة من النبيذ ملقاة في الطريق، فهرعت إليها آملة أن تجدها ملأى، ولكنها حين التقطتها وجدتها فارغة تماما من النبيذ، ورغم ذلك فقد أخذت العجوز نشقة طويلة من فم الجرة وصاحت: «آه! يا للذكريات التي تبقى متشبثة بأدوات متعتنا!»
الثعلب والماعزة
كان هناك ثعلب أوقعه سوء الحظ في بئر عميقة لم يمكنه الخروج منها، ولم يمض وقت طويل حتى مرت ماعزة فسألت الثعلب عما يفعل في قعر البئر، قال الثعلب: «عجبا! ألم تسمعي؟! سيحل قحط عظيم؛ ولذلك قفزت إلى هنا أسفل البئر؛ لكي أؤمن الماء لنفسي. لماذا لا تنزلين أنت أيضا؟»
أما الماعزة فقد أحسنت الظن بهذه النصيحة، وقفزت إلى أسفل البئر، فما كان من الثعلب إلا أن وثب على ظهرها وركز قدمه على قرونها الطويلة، فتمكن بذلك من القفز عاليا إلى حافة البئر. عندئذ قال الثعلب: «مع السلامة أيتها الصديقة، تذكري في المرة القادمة: إياك أن تثقي بنصيحة من هو في عسر من أمره.»
Página desconocida