Historia sin principio ni final
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Géneros
فصاح بغضب: علي أن أكون مغفلا لتشهدي لي بالقوة والثبات؟!
فقالت بوجه متقلص بالعذاب: ها نحن نعود رويدا إلى الجحيم! - المهم أن يقوم صرح حياتي على حقيقة واضحة. - لعل الأهم من ذلك أن تنادي الحكمة في المحن وأن تتذكر دائما أنك أب!
فقال بسخرية مريرة: أجل، إني أبو مروان وعنتر. - وهي حقيقة أهم مما عداها.
فقال بارتياب: بل توجد حقيقة أخرى أكبر، وليست هي بالثانوية، وأنا أريدها كما هي في الواقع ولو دهمتني في هالة من النيران المتقدة. - أخشى أن يقتصر حظنا من السعي في النهاية على الاحتراق بالنيران المتقدة!
فرماها بنظرة متفحصة نافذة وقال بحنق: أنت وحدك تعرفين الحقيقة الكاملة!
فقالت بإصرار: حسبي أن أعرف أنني زوجة أمينة كما ينبغي للزوجة أن تكون.
فتمتم كأنما يناجي نفسه: زوجة أمينة كما ينبغي للزوجة أن تكون.
فقالت بتحد: أجل، هذا ما عنيته. - أترثين لي في صميم قلبك أم تسخرين مني؟
فقالت بحدة: علم الله أني أرثي لك! - إذن فأنت زوجة وفية. - لشد ما يؤلمني تساؤلك! - لا مفر من التساؤل حتى الموت.
فهتفت بغضب: اطرح أفكارك المريضة أو فلتذهب إلى الجحيم. - ها أنا أتقدم من الجحيم بخطوات ثابتة. - فكر مرتين، فكر مرات، فكر من أجل الطفلين. - ما أحوجني إلى ضوء شمعة في هذه الظلمات المتلاطمة! - حذار من الخطأ. - ما أحوجني إلى ضوء شمعة! - حذار من رمي الأبرياء بالتهم الباطلة. - ضوء شمعة لا أكثر. - إذا غادرت بيتك للمرة الثالثة فتكون الثالثة والأخيرة. - أتلجئين إلى التهديد لتمنعيني من التفكير؟ - إني أحذرك وأنبهك. - هل رميتك بتهمة تكرهينها؟ - دعني أسألك، ألا زلت تؤمن ببراءتي؟
Página desconocida