أعطوا القوس باريها
إن الإنسان في هذه الحياة كالموسيقار في مجمع الموسيقى لا يتقن الضرب إلا على أداته، فإذا أعطيت له أداة أخرى للتوقيع عليها ظهر عجزه. خذ لذلك القائد (ناي) مثلا؛ فقد كان يقود عشرة آلاف رجل بهمة وحذق، ولكنه فيما عدا ذلك كان لا يعرف شيئا.
جورجو، ص263
رب درة في مزبلة ورب كلب في عرين الأسد
إن في فرنسا رجالا أقوياء قادرين على العمل، ولا يعوزنا إلا العثور بهم وتسهيل العقبات التي تعترضهم حتى يصلوا إلى الأماكن التي يستحقونها، فإن وراء المحراث رجلا يليق به أن يكون وزيرا، وفي دست الوزارة آخر الأفضل له ولغيره أن يكون عاملا صغيرا.
مونتولون، ص187، جزء 3
الأشراف والشعب
مهما كان الفضل قليلا فلا بد من مكافأة صاحبه وتشجيعه، إن الأسر الشريفة في لندن وفينا تزعم أنها جديرة بكل أماكن الشرف في الحكومة، وأنها حقيقة بتدبير شئون الأمة لأنها تعتبر أن شرف المولد بديل من المواهب العقلية ويعتقد الواحد من أفراد تلك الأسر أن كونه ابن أبيه كاف لأن يقوم بأعباء أعظم وظيفة في الحكومة، وأقول بعبارة أخرى: إن هذه الأسر تشبه الملوك الذين يعتقدون بأنهم خلفاء الله على الأرض، وأنه وحده كفيل بهم، وأنهم لا يسألون عن أقوالهم وأفعالهم إلا أمامه جل شأنه. وهؤلاء الأشراف المغالون لا يعتبرون الشعب إلا طائفة من الأبقار التي تحلب، فلا اهتمام لديهم بشأنها إلا فيما يتعلق بمنافعهم الذاتية، ولا عناية لهم بتلك الأبقار ما دامت الخزائن مملوءة والتيجان مرصعة.
كانت آمالي عظيمة جدا، ولكنني كنت رهين إشارة الشعب؛ لأنني أعتقد على الدوام بأن الشعب هو رأس كل حكومة، وإنني لم أكون الإمبراطورية الفرنسوية إلا معتقدا أنها جمهورية عظمى، فلما استدعاني الشعب إلى العرش كان شعاري «لا بد من فتح أبواب المجد في وجوه الرجال بدون النظر إلى أنسابهم وأحسابهم». ولأجل هذا المبدأ أبغضتني أوروبا الظالمة، ومع ذلك فقد كان الواجب على الإنكليز أن يقدروا مبدئي حق قدره؛ لأنهم الأمة الوحيدة التي يرتقي فيها الرجل إلى أسمى المناصب بدون نظر إلى أصله وفرعه.
مونتولون، ص138، جزء1
Página desconocida